الجمعة، 28 أكتوبر 2011

الحروف اللاتينية لكتابة لغة العرب ؟ اعرف اكتر

ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى|
بسم الله الرحمن الرحيم

بينما يتحدث العقلاء عن ”التنوع البشري الخلاق“، تكثر الجهود الرامية إلى نسف الثقافة العربية. بل تتعاظم الجهود الرامية إلى فرض هيمنة ثقافية لنمط أمريكي متطرف بالغ التطرف.

لا نتحدث هنا عن مؤامرات، بل عن فكر علمي منضبط موثق. ولا نتناول قضية جزئية بل نفهم الأمور في إطارها الحضاري. ولا ننكفئ على ذواتنا بل نناقش الأحداث في إطار إنساني؛ لأن البشرية سوف تخسر خسارة لا تعوض إذا نجحت الخطط الحالية في القضاء على اللغة العربية.

من المحزن المؤسف أن بعضنا يواجه الاتهامات باستراتيجية الإنكار، والإنكار الأبله. فحين يقال إن تعليم اللغة العربية يغذي ما يسمى بالفكر الأصولي، يسارع بعضنا بالإنكار، ويقدم مجانا كل استعداد لتنفيذ كل رغبات المعسكر الآخر وزيادة.

و في عالم ما بعد 11 سبتمبر نشط العمل جديا من أجل ”تجفيف المنابع“ من وجهة نظر الغرب. ورأت الإدارة الأمريكية الحالية وحلفاؤها أن لغة العرب هي أحد مقومات هويتهم. فاستمرت مشروعاتها لتفريغ لغة العرب من قدرتها على تأكيد هذه الهوية. و”كتابة العربية بالحرف اللاتيني“ واحدة من مجموعة خطط غير غوغائية لنسف مقومات العروبة والإسلام وتراثهما.

الجديد هو أن تنفيذ هذه الخطط يجري تحت لافتات التطوير والتحديث والتيسير ومواكبة العصر الإلكتروني.

وفي ظل القابلية للاستعمار، وسيادة ثقافة الانصياع، تضخمت قوى العدوان على اللغة العربية، واضمحلت مؤسساتنا التي كان المأمول منها أن تؤازر وتناصر. ومن بين العرب أنفسهم ظهر من يعمل – عن عمد أو عن غفلة – على تنفيذ مخططات الغرب، ضد العروبة ولغة العرب.

وفكرة رسم العربية بالحرف اللاتيني ترجع إلى أكثر من مائة عام. لكنها كانت تجد على الدوام مقاومة أصيلة من العلماء والمؤسسات الرسمية ونظم الحكم. لكن رعاة المخطط لم ييأسوا، بل كانوا يختارون المكان والزمان المناسب في كل مرة، ليعاودوا التنفيذ مجددا. فاختاروا الوقت الذي منيت في تركيا بالهزائم، حتى كان العام 1928 هو الذي شهد فرض الحرف اللاتيني على اللغة التركية، واستبعاد كل التراث العربي من تركيا. واختاروا وقوع العالم العربي تحت الاستعمار الأوربي وأبرزوا كل الأسلحة لمحاربة اللغة العربية، الجامعة التي بقيت لهم. واختاروا وقت الانكسار العربي سنة 1967 لإشاعة كل ما هو سلبي ضد العربي ولغته. وانتهزوا الظرف العالمي الحاضر لتدمير مجرد الشعور الوجداني بوحدة الأمة الواحدة، ولقهر اعتزاز العربي بلغته القومية.

وتكررت اللعبة العرقية البغيضة، فاستغلت مناطق الأكراد و البربر(الأمازيغ) والنوبة والسودان وغيرها. ورأينا من يبلع الطعم ويكرس حياته من أجل تدوين اللغات هنالك بالحرف اللاتيني. وصحب ذلك حملات كراهية ضد العروبة والإسلام، تغذيها قوى سياسية ومؤسسات مالية وأجهزة إعلامية.

وفي الظرف الدولي الحاضر تتعاظم الجهود الهادفة إلى مسخ الهوية العربية بطرق شتى، منها إجبار العرب على تفتيت لغتهم العربية إلى شراذم لغوية يسمونها ”لهجات“، وإجبارهم على تدوين لغاتهم بالحرف اللاتيني. ذلك كله في إطار يضع العرب في قفص الاتهام؛ بما ينفي عنهم الأهلية، لكي يتولى غيرهم تهذيبهم وإصلاحهم.

توجد حدود فارقة بين ”الاجتهاد“ و”الهذيان“. إنك لا تتقبل في دار الأوبرا أن تستمع إلى ضجيج المخمورين، حتى لو قيل لك إنهم ”مجتهدون“ في الفن الموسيقي؛ لأن الاجتهاد هو محاولة جادة للاقتراب من المثال الأعلى. وتدوين العربية بالحرف اللاتيني من وجهة نظر تربوية يمثل فكرة ساذجة تفتقر إلى الخيال البناء، وينقصها الحد الأدنى من العقلانية. ومن وجهة براجماتية فإن تدوين العربية بالخط اللاتيني فكرة تؤدي إلى إهدار كل الإنجاز البشري المسجل بالحروف العربية. ومن وجهة جمالية فإن استعمال الحروف اللاتينية يقضي بالموت على فنون الخط العربي التي بلغت عبر القرون غاية الكمال الفني. ومن ناحية استراتيجية فإن تدوين العربية بالحروف اللاتينية هو محو للذاكرة العربية؛ مما يجعل العرب في وضع شبيه بنزلاء المصحات النفسية.

أصدرت فرنسا سنة 2000 قرارا حققت به رغبة المستشرق ماسينيون، الذي تمنى في سنة 1929 أن تحل الحروف اللاتينية محل الحروف العربية. والقرار الفرنسي يلزم متعلمي العربية بكتابتها بالحرف اللاتيني. والمحزن إن الاعتراض على القرار الفرنسي الأخير إنما جاء من رجل فرنسي لا من مسئول عربي.

كان ماسينيون مستشارا بوزارة المستعمرات الفرنسية، وكان واعيا جدا بأن إحلال الحرف اللاتيني محل الحرف العربي يؤدي لا محالة إلى تقويض الثقافة العربية. ومن قبل ماسينيون كان على رأس إدارة دار الكتب في مصر شخص يدعى كارل فولرس K. Vollers سولت له نفسه أن يحرم العرب من كنوز دار الكتب وغيرها، فكان يطالب بنبذ الحروف العربية واستعمال الحروف اللاتينية . ومثله المستشرق الإنجليزي سلدون ولمور Seldon Willmore الذي تولى ”القضاء“ بالمحاكم الأهلية بالقاهرة إبان الاحتلال البريطاني لمصر، تولى أيضا مهمة القضاء على الثقافة العربية ، من خلال دعوته إلى كتابة العربية بالأحرف اللاتينية.

ولكن يندى جبين المرء خجلا عندما يخبر أولاده بأسماء عربية (ناضلت) من أجل تبديل الحرف العربي، من أمثال عبد العزيز باشا فهمي، وسعيد عقل، وعثمان صبري. ويمتلئ القلب مرارة عندما تتعالى الأصوات مجددا، تعيد الكلام المكرور عن الحرف اللاتيني، الذي أضيف إليه وصف ”الحرف العالمي“!!

ولا أدري لماذا المسلمون من بين شعوب الأرض يراد لهم وحدهم الانسلاخ عن هويتهم. لاحظ كاتب عربي بذكاء أن ”التايلنديين والصينيين والهنود واليابانيين والفيتناميين والكوريين وغيرهم رفضوا تبني الحرف اللاتيني وأصروا على حرفهم الذي كتب تراثهم باستثناء بلاد المسلمين هناك. بل تؤكد المفارقات أن تلك الأمم الآسيوية سبقت المسلمين في التمدن والتنمية رغم تمسكهم بلغتهم وحرفهم“. ولم يحدث قط أن اليابانيين أو الصينيين أو الكوريين أو اليهود قد اقترحوا تغيير حروف لغتهم للحاق بالركب العالمي.

إذا جاز لي أن أدعو أولى الأمر والنهي، فإنني أقول: إن كل محاولة لكتابة العربية بالحرف اللاتيني مرفوضة. وإن على المجامع اللغوية أن تتحمل مسؤولياتها، وأن تتصدى لمحاولات إقصائها أو تهميش دورها. وعلى كل أجهزة الإدارة أن تتيقظ لمحاولات فرض الإرادة الاستعمارية، وإملاء السياسات التربوية واللغوية على العرب، ولاسيما إجبار العرب على التعامل بالحرف اللاتيني. وإن من غير المعقول أن يقال إن ما يجري خارج حدودنا السياسية ليس من شأننا، لأن ما يمس الثقافة العربية أو يهدد لغتنا القومية يعد من صميم شؤوننا، سواء جرى ذلك في الداخل أو في الخارج.

الحذر الحذر من أية عروض لتمويل أبحاث أو برمجيات أو مؤتمرات لتقعيد الكتابة بالحرف اللاتيني. وإن أساتذة اللغة العربية وأساتذة المناهج يتحملون واجبا قوميا، يتمثل في مساعدة طلابهم على التفكير في الأخطار التي تنشأ عن كتابة اللغة العربية بالحروف اللاتينية.

وأسوة بكل البلاد المتقدمة، ينبغي أن تختفي من المدن العربية اللافتات التجارية القبيحة المكتوبة بلغات أجنبية، وتلك المكتوبة بالحرف اللاتيني. وفي حالة الشركات متعددة الجنسيات فلتكتب لافتاتها باللغتين العربية والأجنبية، بشرط أن يكون حجم الحروف العربية ضعف حجم الحروف الأجنبية. ولنا في فرنسا – صاحبة ذلك الصنيع – أسوة.

ومن الضروري أن تشتمل دورات تعليم الحاسب الآلي على استخدام لوحة المفاتيح العربية. فمن غير المعقول أن يتعلم الناشئ كل شيء عن الحاسب و لا يعرف كيف يستخدم لوحة المفاتيح العربية.

إنني أحذر -وأرجو ألا يذهب التحذير هباء- من سياسة التدرج، التي ترضى بمزاحمة الحرف اللاتيني للحرف العربي جنبا إلى جنب. لأن هذه الخطوة تمهيد للهدف الأخير، وهو وأد الحرف العربي والقضاء عليه إلى الأبد.

وأحذر العقلاء من محاولات قص الوطن العربي من أطرافه، بفرض الحرف اللاتيني على لغات الأكراد والبربر وغيرهم من أبناء الأمة العربية الكبيرة. في تصويت مجلس الإدارة للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالمغرب، والمكون من 32 عضوا، كان من نصيب الحرف القديم المسمى تيفيناغ 24 صوتا، في مقابل 8 أصوات للحرف اللاتيني. وعلى القارئ الفطن أن يدرك بنفسه كم كان نصيب الحرف العربي من الأصوات.

يا عقلاء العرب: لا توقعوا بأيديكم على وثيقة موتكم، ولا تكونوا شهود زور على موت العروبة. إذا كتبنا لغتنا بالحروف اللاتينية فإننا لن نصير أوربيين، كما أننا لن نبقى عربا. سنصبح كالغراب المطلي بالبياض. لقد تخلت تركيا عن الحرف العربي، وكتبت لغتها بالحروف اللاتينية منذ خمسة وسبعين عاما، وبرغم هذا فإن وزير خارجية فرنسا دومنيك دوفيلبان قال بالأمس القريب: ”إن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي يهدد هوية أوروبا وحدودها“.

الاحتلال في الماضي القريب كان يسمح للمستعمر برسم سياستنا التعليمية. واليوم فإن ما يسمى بالمعونات الاقتصادية واتفاقيات الشراكة يعطي للمستعمر الجديد نفس الفرصة. والكلام عن معونات غير مشروطة كلام تنقصه الأمانة والوطنية معا.

ليس من العدل أن يدفع العرب فاتورة العولمة خصما من رصيدهم الثقافي. وليس من الحكمة أن نستسلم نحن العرب لقرارات تمليها علينا حاملات الطائرات والقنابل العنقودية. وليس من الكياسة أن نتخاذل أمام التلويح الظالم بتهمة الإرهاب.

أخشى ما يخشاه المرء هو أن يصدق فينا قول العربي:
ويُقضَى الأمرُ حين تغيب تَيْم *** ولا يُستأمرون و هم شهود

الهدف على ما يبدو هو أن يظل العرب يتجادلون إلى الأبد، لكي يتفرغ عدوهم فقط للتنفيذ. ترى هل نظل نتجادل حتى تصبح دار الكتب تابعة للمجلس الأعلى للآثار ؟. مع كل طلوع شمس يؤكد الكبار أنهم لا يخضعون لأي ضغوط من أحد كائنا من كان. حسنا، فلينتظروا موت جحا أو الحمار أو الملك.

ستعلم حين ينجلي الغبار أفرسٌ تحتك أم حمار.
تابع القرائه

الحروف اللاتينية لكتابة لغة العرب ؟ اعرف اكتر

ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى|
بسم الله الرحمن الرحيم

بينما يتحدث العقلاء عن ”التنوع البشري الخلاق“، تكثر الجهود الرامية إلى نسف الثقافة العربية. بل تتعاظم الجهود الرامية إلى فرض هيمنة ثقافية لنمط أمريكي متطرف بالغ التطرف.

لا نتحدث هنا عن مؤامرات، بل عن فكر علمي منضبط موثق. ولا نتناول قضية جزئية بل نفهم الأمور في إطارها الحضاري. ولا ننكفئ على ذواتنا بل نناقش الأحداث في إطار إنساني؛ لأن البشرية سوف تخسر خسارة لا تعوض إذا نجحت الخطط الحالية في القضاء على اللغة العربية.

من المحزن المؤسف أن بعضنا يواجه الاتهامات باستراتيجية الإنكار، والإنكار الأبله. فحين يقال إن تعليم اللغة العربية يغذي ما يسمى بالفكر الأصولي، يسارع بعضنا بالإنكار، ويقدم مجانا كل استعداد لتنفيذ كل رغبات المعسكر الآخر وزيادة.

و في عالم ما بعد 11 سبتمبر نشط العمل جديا من أجل ”تجفيف المنابع“ من وجهة نظر الغرب. ورأت الإدارة الأمريكية الحالية وحلفاؤها أن لغة العرب هي أحد مقومات هويتهم. فاستمرت مشروعاتها لتفريغ لغة العرب من قدرتها على تأكيد هذه الهوية. و”كتابة العربية بالحرف اللاتيني“ واحدة من مجموعة خطط غير غوغائية لنسف مقومات العروبة والإسلام وتراثهما.

الجديد هو أن تنفيذ هذه الخطط يجري تحت لافتات التطوير والتحديث والتيسير ومواكبة العصر الإلكتروني.

وفي ظل القابلية للاستعمار، وسيادة ثقافة الانصياع، تضخمت قوى العدوان على اللغة العربية، واضمحلت مؤسساتنا التي كان المأمول منها أن تؤازر وتناصر. ومن بين العرب أنفسهم ظهر من يعمل – عن عمد أو عن غفلة – على تنفيذ مخططات الغرب، ضد العروبة ولغة العرب.

وفكرة رسم العربية بالحرف اللاتيني ترجع إلى أكثر من مائة عام. لكنها كانت تجد على الدوام مقاومة أصيلة من العلماء والمؤسسات الرسمية ونظم الحكم. لكن رعاة المخطط لم ييأسوا، بل كانوا يختارون المكان والزمان المناسب في كل مرة، ليعاودوا التنفيذ مجددا. فاختاروا الوقت الذي منيت في تركيا بالهزائم، حتى كان العام 1928 هو الذي شهد فرض الحرف اللاتيني على اللغة التركية، واستبعاد كل التراث العربي من تركيا. واختاروا وقوع العالم العربي تحت الاستعمار الأوربي وأبرزوا كل الأسلحة لمحاربة اللغة العربية، الجامعة التي بقيت لهم. واختاروا وقت الانكسار العربي سنة 1967 لإشاعة كل ما هو سلبي ضد العربي ولغته. وانتهزوا الظرف العالمي الحاضر لتدمير مجرد الشعور الوجداني بوحدة الأمة الواحدة، ولقهر اعتزاز العربي بلغته القومية.

وتكررت اللعبة العرقية البغيضة، فاستغلت مناطق الأكراد و البربر(الأمازيغ) والنوبة والسودان وغيرها. ورأينا من يبلع الطعم ويكرس حياته من أجل تدوين اللغات هنالك بالحرف اللاتيني. وصحب ذلك حملات كراهية ضد العروبة والإسلام، تغذيها قوى سياسية ومؤسسات مالية وأجهزة إعلامية.

وفي الظرف الدولي الحاضر تتعاظم الجهود الهادفة إلى مسخ الهوية العربية بطرق شتى، منها إجبار العرب على تفتيت لغتهم العربية إلى شراذم لغوية يسمونها ”لهجات“، وإجبارهم على تدوين لغاتهم بالحرف اللاتيني. ذلك كله في إطار يضع العرب في قفص الاتهام؛ بما ينفي عنهم الأهلية، لكي يتولى غيرهم تهذيبهم وإصلاحهم.

توجد حدود فارقة بين ”الاجتهاد“ و”الهذيان“. إنك لا تتقبل في دار الأوبرا أن تستمع إلى ضجيج المخمورين، حتى لو قيل لك إنهم ”مجتهدون“ في الفن الموسيقي؛ لأن الاجتهاد هو محاولة جادة للاقتراب من المثال الأعلى. وتدوين العربية بالحرف اللاتيني من وجهة نظر تربوية يمثل فكرة ساذجة تفتقر إلى الخيال البناء، وينقصها الحد الأدنى من العقلانية. ومن وجهة براجماتية فإن تدوين العربية بالخط اللاتيني فكرة تؤدي إلى إهدار كل الإنجاز البشري المسجل بالحروف العربية. ومن وجهة جمالية فإن استعمال الحروف اللاتينية يقضي بالموت على فنون الخط العربي التي بلغت عبر القرون غاية الكمال الفني. ومن ناحية استراتيجية فإن تدوين العربية بالحروف اللاتينية هو محو للذاكرة العربية؛ مما يجعل العرب في وضع شبيه بنزلاء المصحات النفسية.

أصدرت فرنسا سنة 2000 قرارا حققت به رغبة المستشرق ماسينيون، الذي تمنى في سنة 1929 أن تحل الحروف اللاتينية محل الحروف العربية. والقرار الفرنسي يلزم متعلمي العربية بكتابتها بالحرف اللاتيني. والمحزن إن الاعتراض على القرار الفرنسي الأخير إنما جاء من رجل فرنسي لا من مسئول عربي.

كان ماسينيون مستشارا بوزارة المستعمرات الفرنسية، وكان واعيا جدا بأن إحلال الحرف اللاتيني محل الحرف العربي يؤدي لا محالة إلى تقويض الثقافة العربية. ومن قبل ماسينيون كان على رأس إدارة دار الكتب في مصر شخص يدعى كارل فولرس K. Vollers سولت له نفسه أن يحرم العرب من كنوز دار الكتب وغيرها، فكان يطالب بنبذ الحروف العربية واستعمال الحروف اللاتينية . ومثله المستشرق الإنجليزي سلدون ولمور Seldon Willmore الذي تولى ”القضاء“ بالمحاكم الأهلية بالقاهرة إبان الاحتلال البريطاني لمصر، تولى أيضا مهمة القضاء على الثقافة العربية ، من خلال دعوته إلى كتابة العربية بالأحرف اللاتينية.

ولكن يندى جبين المرء خجلا عندما يخبر أولاده بأسماء عربية (ناضلت) من أجل تبديل الحرف العربي، من أمثال عبد العزيز باشا فهمي، وسعيد عقل، وعثمان صبري. ويمتلئ القلب مرارة عندما تتعالى الأصوات مجددا، تعيد الكلام المكرور عن الحرف اللاتيني، الذي أضيف إليه وصف ”الحرف العالمي“!!

ولا أدري لماذا المسلمون من بين شعوب الأرض يراد لهم وحدهم الانسلاخ عن هويتهم. لاحظ كاتب عربي بذكاء أن ”التايلنديين والصينيين والهنود واليابانيين والفيتناميين والكوريين وغيرهم رفضوا تبني الحرف اللاتيني وأصروا على حرفهم الذي كتب تراثهم باستثناء بلاد المسلمين هناك. بل تؤكد المفارقات أن تلك الأمم الآسيوية سبقت المسلمين في التمدن والتنمية رغم تمسكهم بلغتهم وحرفهم“. ولم يحدث قط أن اليابانيين أو الصينيين أو الكوريين أو اليهود قد اقترحوا تغيير حروف لغتهم للحاق بالركب العالمي.

إذا جاز لي أن أدعو أولى الأمر والنهي، فإنني أقول: إن كل محاولة لكتابة العربية بالحرف اللاتيني مرفوضة. وإن على المجامع اللغوية أن تتحمل مسؤولياتها، وأن تتصدى لمحاولات إقصائها أو تهميش دورها. وعلى كل أجهزة الإدارة أن تتيقظ لمحاولات فرض الإرادة الاستعمارية، وإملاء السياسات التربوية واللغوية على العرب، ولاسيما إجبار العرب على التعامل بالحرف اللاتيني. وإن من غير المعقول أن يقال إن ما يجري خارج حدودنا السياسية ليس من شأننا، لأن ما يمس الثقافة العربية أو يهدد لغتنا القومية يعد من صميم شؤوننا، سواء جرى ذلك في الداخل أو في الخارج.

الحذر الحذر من أية عروض لتمويل أبحاث أو برمجيات أو مؤتمرات لتقعيد الكتابة بالحرف اللاتيني. وإن أساتذة اللغة العربية وأساتذة المناهج يتحملون واجبا قوميا، يتمثل في مساعدة طلابهم على التفكير في الأخطار التي تنشأ عن كتابة اللغة العربية بالحروف اللاتينية.

وأسوة بكل البلاد المتقدمة، ينبغي أن تختفي من المدن العربية اللافتات التجارية القبيحة المكتوبة بلغات أجنبية، وتلك المكتوبة بالحرف اللاتيني. وفي حالة الشركات متعددة الجنسيات فلتكتب لافتاتها باللغتين العربية والأجنبية، بشرط أن يكون حجم الحروف العربية ضعف حجم الحروف الأجنبية. ولنا في فرنسا – صاحبة ذلك الصنيع – أسوة.

ومن الضروري أن تشتمل دورات تعليم الحاسب الآلي على استخدام لوحة المفاتيح العربية. فمن غير المعقول أن يتعلم الناشئ كل شيء عن الحاسب و لا يعرف كيف يستخدم لوحة المفاتيح العربية.

إنني أحذر -وأرجو ألا يذهب التحذير هباء- من سياسة التدرج، التي ترضى بمزاحمة الحرف اللاتيني للحرف العربي جنبا إلى جنب. لأن هذه الخطوة تمهيد للهدف الأخير، وهو وأد الحرف العربي والقضاء عليه إلى الأبد.

وأحذر العقلاء من محاولات قص الوطن العربي من أطرافه، بفرض الحرف اللاتيني على لغات الأكراد والبربر وغيرهم من أبناء الأمة العربية الكبيرة. في تصويت مجلس الإدارة للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالمغرب، والمكون من 32 عضوا، كان من نصيب الحرف القديم المسمى تيفيناغ 24 صوتا، في مقابل 8 أصوات للحرف اللاتيني. وعلى القارئ الفطن أن يدرك بنفسه كم كان نصيب الحرف العربي من الأصوات.

يا عقلاء العرب: لا توقعوا بأيديكم على وثيقة موتكم، ولا تكونوا شهود زور على موت العروبة. إذا كتبنا لغتنا بالحروف اللاتينية فإننا لن نصير أوربيين، كما أننا لن نبقى عربا. سنصبح كالغراب المطلي بالبياض. لقد تخلت تركيا عن الحرف العربي، وكتبت لغتها بالحروف اللاتينية منذ خمسة وسبعين عاما، وبرغم هذا فإن وزير خارجية فرنسا دومنيك دوفيلبان قال بالأمس القريب: ”إن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي يهدد هوية أوروبا وحدودها“.

الاحتلال في الماضي القريب كان يسمح للمستعمر برسم سياستنا التعليمية. واليوم فإن ما يسمى بالمعونات الاقتصادية واتفاقيات الشراكة يعطي للمستعمر الجديد نفس الفرصة. والكلام عن معونات غير مشروطة كلام تنقصه الأمانة والوطنية معا.

ليس من العدل أن يدفع العرب فاتورة العولمة خصما من رصيدهم الثقافي. وليس من الحكمة أن نستسلم نحن العرب لقرارات تمليها علينا حاملات الطائرات والقنابل العنقودية. وليس من الكياسة أن نتخاذل أمام التلويح الظالم بتهمة الإرهاب.

أخشى ما يخشاه المرء هو أن يصدق فينا قول العربي:
ويُقضَى الأمرُ حين تغيب تَيْم *** ولا يُستأمرون و هم شهود

الهدف على ما يبدو هو أن يظل العرب يتجادلون إلى الأبد، لكي يتفرغ عدوهم فقط للتنفيذ. ترى هل نظل نتجادل حتى تصبح دار الكتب تابعة للمجلس الأعلى للآثار ؟. مع كل طلوع شمس يؤكد الكبار أنهم لا يخضعون لأي ضغوط من أحد كائنا من كان. حسنا، فلينتظروا موت جحا أو الحمار أو الملك.

ستعلم حين ينجلي الغبار أفرسٌ تحتك أم حمار.
تابع القرائه

الحروف اللاتينية لكتابة لغة العرب ؟ اعرف اكتر

ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى|
بسم الله الرحمن الرحيم

بينما يتحدث العقلاء عن ”التنوع البشري الخلاق“، تكثر الجهود الرامية إلى نسف الثقافة العربية. بل تتعاظم الجهود الرامية إلى فرض هيمنة ثقافية لنمط أمريكي متطرف بالغ التطرف.

لا نتحدث هنا عن مؤامرات، بل عن فكر علمي منضبط موثق. ولا نتناول قضية جزئية بل نفهم الأمور في إطارها الحضاري. ولا ننكفئ على ذواتنا بل نناقش الأحداث في إطار إنساني؛ لأن البشرية سوف تخسر خسارة لا تعوض إذا نجحت الخطط الحالية في القضاء على اللغة العربية.

من المحزن المؤسف أن بعضنا يواجه الاتهامات باستراتيجية الإنكار، والإنكار الأبله. فحين يقال إن تعليم اللغة العربية يغذي ما يسمى بالفكر الأصولي، يسارع بعضنا بالإنكار، ويقدم مجانا كل استعداد لتنفيذ كل رغبات المعسكر الآخر وزيادة.

و في عالم ما بعد 11 سبتمبر نشط العمل جديا من أجل ”تجفيف المنابع“ من وجهة نظر الغرب. ورأت الإدارة الأمريكية الحالية وحلفاؤها أن لغة العرب هي أحد مقومات هويتهم. فاستمرت مشروعاتها لتفريغ لغة العرب من قدرتها على تأكيد هذه الهوية. و”كتابة العربية بالحرف اللاتيني“ واحدة من مجموعة خطط غير غوغائية لنسف مقومات العروبة والإسلام وتراثهما.

الجديد هو أن تنفيذ هذه الخطط يجري تحت لافتات التطوير والتحديث والتيسير ومواكبة العصر الإلكتروني.

وفي ظل القابلية للاستعمار، وسيادة ثقافة الانصياع، تضخمت قوى العدوان على اللغة العربية، واضمحلت مؤسساتنا التي كان المأمول منها أن تؤازر وتناصر. ومن بين العرب أنفسهم ظهر من يعمل – عن عمد أو عن غفلة – على تنفيذ مخططات الغرب، ضد العروبة ولغة العرب.

وفكرة رسم العربية بالحرف اللاتيني ترجع إلى أكثر من مائة عام. لكنها كانت تجد على الدوام مقاومة أصيلة من العلماء والمؤسسات الرسمية ونظم الحكم. لكن رعاة المخطط لم ييأسوا، بل كانوا يختارون المكان والزمان المناسب في كل مرة، ليعاودوا التنفيذ مجددا. فاختاروا الوقت الذي منيت في تركيا بالهزائم، حتى كان العام 1928 هو الذي شهد فرض الحرف اللاتيني على اللغة التركية، واستبعاد كل التراث العربي من تركيا. واختاروا وقوع العالم العربي تحت الاستعمار الأوربي وأبرزوا كل الأسلحة لمحاربة اللغة العربية، الجامعة التي بقيت لهم. واختاروا وقت الانكسار العربي سنة 1967 لإشاعة كل ما هو سلبي ضد العربي ولغته. وانتهزوا الظرف العالمي الحاضر لتدمير مجرد الشعور الوجداني بوحدة الأمة الواحدة، ولقهر اعتزاز العربي بلغته القومية.

وتكررت اللعبة العرقية البغيضة، فاستغلت مناطق الأكراد و البربر(الأمازيغ) والنوبة والسودان وغيرها. ورأينا من يبلع الطعم ويكرس حياته من أجل تدوين اللغات هنالك بالحرف اللاتيني. وصحب ذلك حملات كراهية ضد العروبة والإسلام، تغذيها قوى سياسية ومؤسسات مالية وأجهزة إعلامية.

وفي الظرف الدولي الحاضر تتعاظم الجهود الهادفة إلى مسخ الهوية العربية بطرق شتى، منها إجبار العرب على تفتيت لغتهم العربية إلى شراذم لغوية يسمونها ”لهجات“، وإجبارهم على تدوين لغاتهم بالحرف اللاتيني. ذلك كله في إطار يضع العرب في قفص الاتهام؛ بما ينفي عنهم الأهلية، لكي يتولى غيرهم تهذيبهم وإصلاحهم.

توجد حدود فارقة بين ”الاجتهاد“ و”الهذيان“. إنك لا تتقبل في دار الأوبرا أن تستمع إلى ضجيج المخمورين، حتى لو قيل لك إنهم ”مجتهدون“ في الفن الموسيقي؛ لأن الاجتهاد هو محاولة جادة للاقتراب من المثال الأعلى. وتدوين العربية بالحرف اللاتيني من وجهة نظر تربوية يمثل فكرة ساذجة تفتقر إلى الخيال البناء، وينقصها الحد الأدنى من العقلانية. ومن وجهة براجماتية فإن تدوين العربية بالخط اللاتيني فكرة تؤدي إلى إهدار كل الإنجاز البشري المسجل بالحروف العربية. ومن وجهة جمالية فإن استعمال الحروف اللاتينية يقضي بالموت على فنون الخط العربي التي بلغت عبر القرون غاية الكمال الفني. ومن ناحية استراتيجية فإن تدوين العربية بالحروف اللاتينية هو محو للذاكرة العربية؛ مما يجعل العرب في وضع شبيه بنزلاء المصحات النفسية.

أصدرت فرنسا سنة 2000 قرارا حققت به رغبة المستشرق ماسينيون، الذي تمنى في سنة 1929 أن تحل الحروف اللاتينية محل الحروف العربية. والقرار الفرنسي يلزم متعلمي العربية بكتابتها بالحرف اللاتيني. والمحزن إن الاعتراض على القرار الفرنسي الأخير إنما جاء من رجل فرنسي لا من مسئول عربي.

كان ماسينيون مستشارا بوزارة المستعمرات الفرنسية، وكان واعيا جدا بأن إحلال الحرف اللاتيني محل الحرف العربي يؤدي لا محالة إلى تقويض الثقافة العربية. ومن قبل ماسينيون كان على رأس إدارة دار الكتب في مصر شخص يدعى كارل فولرس K. Vollers سولت له نفسه أن يحرم العرب من كنوز دار الكتب وغيرها، فكان يطالب بنبذ الحروف العربية واستعمال الحروف اللاتينية . ومثله المستشرق الإنجليزي سلدون ولمور Seldon Willmore الذي تولى ”القضاء“ بالمحاكم الأهلية بالقاهرة إبان الاحتلال البريطاني لمصر، تولى أيضا مهمة القضاء على الثقافة العربية ، من خلال دعوته إلى كتابة العربية بالأحرف اللاتينية.

ولكن يندى جبين المرء خجلا عندما يخبر أولاده بأسماء عربية (ناضلت) من أجل تبديل الحرف العربي، من أمثال عبد العزيز باشا فهمي، وسعيد عقل، وعثمان صبري. ويمتلئ القلب مرارة عندما تتعالى الأصوات مجددا، تعيد الكلام المكرور عن الحرف اللاتيني، الذي أضيف إليه وصف ”الحرف العالمي“!!

ولا أدري لماذا المسلمون من بين شعوب الأرض يراد لهم وحدهم الانسلاخ عن هويتهم. لاحظ كاتب عربي بذكاء أن ”التايلنديين والصينيين والهنود واليابانيين والفيتناميين والكوريين وغيرهم رفضوا تبني الحرف اللاتيني وأصروا على حرفهم الذي كتب تراثهم باستثناء بلاد المسلمين هناك. بل تؤكد المفارقات أن تلك الأمم الآسيوية سبقت المسلمين في التمدن والتنمية رغم تمسكهم بلغتهم وحرفهم“. ولم يحدث قط أن اليابانيين أو الصينيين أو الكوريين أو اليهود قد اقترحوا تغيير حروف لغتهم للحاق بالركب العالمي.

إذا جاز لي أن أدعو أولى الأمر والنهي، فإنني أقول: إن كل محاولة لكتابة العربية بالحرف اللاتيني مرفوضة. وإن على المجامع اللغوية أن تتحمل مسؤولياتها، وأن تتصدى لمحاولات إقصائها أو تهميش دورها. وعلى كل أجهزة الإدارة أن تتيقظ لمحاولات فرض الإرادة الاستعمارية، وإملاء السياسات التربوية واللغوية على العرب، ولاسيما إجبار العرب على التعامل بالحرف اللاتيني. وإن من غير المعقول أن يقال إن ما يجري خارج حدودنا السياسية ليس من شأننا، لأن ما يمس الثقافة العربية أو يهدد لغتنا القومية يعد من صميم شؤوننا، سواء جرى ذلك في الداخل أو في الخارج.

الحذر الحذر من أية عروض لتمويل أبحاث أو برمجيات أو مؤتمرات لتقعيد الكتابة بالحرف اللاتيني. وإن أساتذة اللغة العربية وأساتذة المناهج يتحملون واجبا قوميا، يتمثل في مساعدة طلابهم على التفكير في الأخطار التي تنشأ عن كتابة اللغة العربية بالحروف اللاتينية.

وأسوة بكل البلاد المتقدمة، ينبغي أن تختفي من المدن العربية اللافتات التجارية القبيحة المكتوبة بلغات أجنبية، وتلك المكتوبة بالحرف اللاتيني. وفي حالة الشركات متعددة الجنسيات فلتكتب لافتاتها باللغتين العربية والأجنبية، بشرط أن يكون حجم الحروف العربية ضعف حجم الحروف الأجنبية. ولنا في فرنسا – صاحبة ذلك الصنيع – أسوة.

ومن الضروري أن تشتمل دورات تعليم الحاسب الآلي على استخدام لوحة المفاتيح العربية. فمن غير المعقول أن يتعلم الناشئ كل شيء عن الحاسب و لا يعرف كيف يستخدم لوحة المفاتيح العربية.

إنني أحذر -وأرجو ألا يذهب التحذير هباء- من سياسة التدرج، التي ترضى بمزاحمة الحرف اللاتيني للحرف العربي جنبا إلى جنب. لأن هذه الخطوة تمهيد للهدف الأخير، وهو وأد الحرف العربي والقضاء عليه إلى الأبد.

وأحذر العقلاء من محاولات قص الوطن العربي من أطرافه، بفرض الحرف اللاتيني على لغات الأكراد والبربر وغيرهم من أبناء الأمة العربية الكبيرة. في تصويت مجلس الإدارة للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالمغرب، والمكون من 32 عضوا، كان من نصيب الحرف القديم المسمى تيفيناغ 24 صوتا، في مقابل 8 أصوات للحرف اللاتيني. وعلى القارئ الفطن أن يدرك بنفسه كم كان نصيب الحرف العربي من الأصوات.

يا عقلاء العرب: لا توقعوا بأيديكم على وثيقة موتكم، ولا تكونوا شهود زور على موت العروبة. إذا كتبنا لغتنا بالحروف اللاتينية فإننا لن نصير أوربيين، كما أننا لن نبقى عربا. سنصبح كالغراب المطلي بالبياض. لقد تخلت تركيا عن الحرف العربي، وكتبت لغتها بالحروف اللاتينية منذ خمسة وسبعين عاما، وبرغم هذا فإن وزير خارجية فرنسا دومنيك دوفيلبان قال بالأمس القريب: ”إن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي يهدد هوية أوروبا وحدودها“.

الاحتلال في الماضي القريب كان يسمح للمستعمر برسم سياستنا التعليمية. واليوم فإن ما يسمى بالمعونات الاقتصادية واتفاقيات الشراكة يعطي للمستعمر الجديد نفس الفرصة. والكلام عن معونات غير مشروطة كلام تنقصه الأمانة والوطنية معا.

ليس من العدل أن يدفع العرب فاتورة العولمة خصما من رصيدهم الثقافي. وليس من الحكمة أن نستسلم نحن العرب لقرارات تمليها علينا حاملات الطائرات والقنابل العنقودية. وليس من الكياسة أن نتخاذل أمام التلويح الظالم بتهمة الإرهاب.

أخشى ما يخشاه المرء هو أن يصدق فينا قول العربي:
ويُقضَى الأمرُ حين تغيب تَيْم *** ولا يُستأمرون و هم شهود

الهدف على ما يبدو هو أن يظل العرب يتجادلون إلى الأبد، لكي يتفرغ عدوهم فقط للتنفيذ. ترى هل نظل نتجادل حتى تصبح دار الكتب تابعة للمجلس الأعلى للآثار ؟. مع كل طلوع شمس يؤكد الكبار أنهم لا يخضعون لأي ضغوط من أحد كائنا من كان. حسنا، فلينتظروا موت جحا أو الحمار أو الملك.

ستعلم حين ينجلي الغبار أفرسٌ تحتك أم حمار.
تابع القرائه

الحروف اللاتينية لكتابة لغة العرب ؟ اعرف اكتر

ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى|
بسم الله الرحمن الرحيم

بينما يتحدث العقلاء عن ”التنوع البشري الخلاق“، تكثر الجهود الرامية إلى نسف الثقافة العربية. بل تتعاظم الجهود الرامية إلى فرض هيمنة ثقافية لنمط أمريكي متطرف بالغ التطرف.

لا نتحدث هنا عن مؤامرات، بل عن فكر علمي منضبط موثق. ولا نتناول قضية جزئية بل نفهم الأمور في إطارها الحضاري. ولا ننكفئ على ذواتنا بل نناقش الأحداث في إطار إنساني؛ لأن البشرية سوف تخسر خسارة لا تعوض إذا نجحت الخطط الحالية في القضاء على اللغة العربية.

من المحزن المؤسف أن بعضنا يواجه الاتهامات باستراتيجية الإنكار، والإنكار الأبله. فحين يقال إن تعليم اللغة العربية يغذي ما يسمى بالفكر الأصولي، يسارع بعضنا بالإنكار، ويقدم مجانا كل استعداد لتنفيذ كل رغبات المعسكر الآخر وزيادة.

و في عالم ما بعد 11 سبتمبر نشط العمل جديا من أجل ”تجفيف المنابع“ من وجهة نظر الغرب. ورأت الإدارة الأمريكية الحالية وحلفاؤها أن لغة العرب هي أحد مقومات هويتهم. فاستمرت مشروعاتها لتفريغ لغة العرب من قدرتها على تأكيد هذه الهوية. و”كتابة العربية بالحرف اللاتيني“ واحدة من مجموعة خطط غير غوغائية لنسف مقومات العروبة والإسلام وتراثهما.

الجديد هو أن تنفيذ هذه الخطط يجري تحت لافتات التطوير والتحديث والتيسير ومواكبة العصر الإلكتروني.

وفي ظل القابلية للاستعمار، وسيادة ثقافة الانصياع، تضخمت قوى العدوان على اللغة العربية، واضمحلت مؤسساتنا التي كان المأمول منها أن تؤازر وتناصر. ومن بين العرب أنفسهم ظهر من يعمل – عن عمد أو عن غفلة – على تنفيذ مخططات الغرب، ضد العروبة ولغة العرب.

وفكرة رسم العربية بالحرف اللاتيني ترجع إلى أكثر من مائة عام. لكنها كانت تجد على الدوام مقاومة أصيلة من العلماء والمؤسسات الرسمية ونظم الحكم. لكن رعاة المخطط لم ييأسوا، بل كانوا يختارون المكان والزمان المناسب في كل مرة، ليعاودوا التنفيذ مجددا. فاختاروا الوقت الذي منيت في تركيا بالهزائم، حتى كان العام 1928 هو الذي شهد فرض الحرف اللاتيني على اللغة التركية، واستبعاد كل التراث العربي من تركيا. واختاروا وقوع العالم العربي تحت الاستعمار الأوربي وأبرزوا كل الأسلحة لمحاربة اللغة العربية، الجامعة التي بقيت لهم. واختاروا وقت الانكسار العربي سنة 1967 لإشاعة كل ما هو سلبي ضد العربي ولغته. وانتهزوا الظرف العالمي الحاضر لتدمير مجرد الشعور الوجداني بوحدة الأمة الواحدة، ولقهر اعتزاز العربي بلغته القومية.

وتكررت اللعبة العرقية البغيضة، فاستغلت مناطق الأكراد و البربر(الأمازيغ) والنوبة والسودان وغيرها. ورأينا من يبلع الطعم ويكرس حياته من أجل تدوين اللغات هنالك بالحرف اللاتيني. وصحب ذلك حملات كراهية ضد العروبة والإسلام، تغذيها قوى سياسية ومؤسسات مالية وأجهزة إعلامية.

وفي الظرف الدولي الحاضر تتعاظم الجهود الهادفة إلى مسخ الهوية العربية بطرق شتى، منها إجبار العرب على تفتيت لغتهم العربية إلى شراذم لغوية يسمونها ”لهجات“، وإجبارهم على تدوين لغاتهم بالحرف اللاتيني. ذلك كله في إطار يضع العرب في قفص الاتهام؛ بما ينفي عنهم الأهلية، لكي يتولى غيرهم تهذيبهم وإصلاحهم.

توجد حدود فارقة بين ”الاجتهاد“ و”الهذيان“. إنك لا تتقبل في دار الأوبرا أن تستمع إلى ضجيج المخمورين، حتى لو قيل لك إنهم ”مجتهدون“ في الفن الموسيقي؛ لأن الاجتهاد هو محاولة جادة للاقتراب من المثال الأعلى. وتدوين العربية بالحرف اللاتيني من وجهة نظر تربوية يمثل فكرة ساذجة تفتقر إلى الخيال البناء، وينقصها الحد الأدنى من العقلانية. ومن وجهة براجماتية فإن تدوين العربية بالخط اللاتيني فكرة تؤدي إلى إهدار كل الإنجاز البشري المسجل بالحروف العربية. ومن وجهة جمالية فإن استعمال الحروف اللاتينية يقضي بالموت على فنون الخط العربي التي بلغت عبر القرون غاية الكمال الفني. ومن ناحية استراتيجية فإن تدوين العربية بالحروف اللاتينية هو محو للذاكرة العربية؛ مما يجعل العرب في وضع شبيه بنزلاء المصحات النفسية.

أصدرت فرنسا سنة 2000 قرارا حققت به رغبة المستشرق ماسينيون، الذي تمنى في سنة 1929 أن تحل الحروف اللاتينية محل الحروف العربية. والقرار الفرنسي يلزم متعلمي العربية بكتابتها بالحرف اللاتيني. والمحزن إن الاعتراض على القرار الفرنسي الأخير إنما جاء من رجل فرنسي لا من مسئول عربي.

كان ماسينيون مستشارا بوزارة المستعمرات الفرنسية، وكان واعيا جدا بأن إحلال الحرف اللاتيني محل الحرف العربي يؤدي لا محالة إلى تقويض الثقافة العربية. ومن قبل ماسينيون كان على رأس إدارة دار الكتب في مصر شخص يدعى كارل فولرس K. Vollers سولت له نفسه أن يحرم العرب من كنوز دار الكتب وغيرها، فكان يطالب بنبذ الحروف العربية واستعمال الحروف اللاتينية . ومثله المستشرق الإنجليزي سلدون ولمور Seldon Willmore الذي تولى ”القضاء“ بالمحاكم الأهلية بالقاهرة إبان الاحتلال البريطاني لمصر، تولى أيضا مهمة القضاء على الثقافة العربية ، من خلال دعوته إلى كتابة العربية بالأحرف اللاتينية.

ولكن يندى جبين المرء خجلا عندما يخبر أولاده بأسماء عربية (ناضلت) من أجل تبديل الحرف العربي، من أمثال عبد العزيز باشا فهمي، وسعيد عقل، وعثمان صبري. ويمتلئ القلب مرارة عندما تتعالى الأصوات مجددا، تعيد الكلام المكرور عن الحرف اللاتيني، الذي أضيف إليه وصف ”الحرف العالمي“!!

ولا أدري لماذا المسلمون من بين شعوب الأرض يراد لهم وحدهم الانسلاخ عن هويتهم. لاحظ كاتب عربي بذكاء أن ”التايلنديين والصينيين والهنود واليابانيين والفيتناميين والكوريين وغيرهم رفضوا تبني الحرف اللاتيني وأصروا على حرفهم الذي كتب تراثهم باستثناء بلاد المسلمين هناك. بل تؤكد المفارقات أن تلك الأمم الآسيوية سبقت المسلمين في التمدن والتنمية رغم تمسكهم بلغتهم وحرفهم“. ولم يحدث قط أن اليابانيين أو الصينيين أو الكوريين أو اليهود قد اقترحوا تغيير حروف لغتهم للحاق بالركب العالمي.

إذا جاز لي أن أدعو أولى الأمر والنهي، فإنني أقول: إن كل محاولة لكتابة العربية بالحرف اللاتيني مرفوضة. وإن على المجامع اللغوية أن تتحمل مسؤولياتها، وأن تتصدى لمحاولات إقصائها أو تهميش دورها. وعلى كل أجهزة الإدارة أن تتيقظ لمحاولات فرض الإرادة الاستعمارية، وإملاء السياسات التربوية واللغوية على العرب، ولاسيما إجبار العرب على التعامل بالحرف اللاتيني. وإن من غير المعقول أن يقال إن ما يجري خارج حدودنا السياسية ليس من شأننا، لأن ما يمس الثقافة العربية أو يهدد لغتنا القومية يعد من صميم شؤوننا، سواء جرى ذلك في الداخل أو في الخارج.

الحذر الحذر من أية عروض لتمويل أبحاث أو برمجيات أو مؤتمرات لتقعيد الكتابة بالحرف اللاتيني. وإن أساتذة اللغة العربية وأساتذة المناهج يتحملون واجبا قوميا، يتمثل في مساعدة طلابهم على التفكير في الأخطار التي تنشأ عن كتابة اللغة العربية بالحروف اللاتينية.

وأسوة بكل البلاد المتقدمة، ينبغي أن تختفي من المدن العربية اللافتات التجارية القبيحة المكتوبة بلغات أجنبية، وتلك المكتوبة بالحرف اللاتيني. وفي حالة الشركات متعددة الجنسيات فلتكتب لافتاتها باللغتين العربية والأجنبية، بشرط أن يكون حجم الحروف العربية ضعف حجم الحروف الأجنبية. ولنا في فرنسا – صاحبة ذلك الصنيع – أسوة.

ومن الضروري أن تشتمل دورات تعليم الحاسب الآلي على استخدام لوحة المفاتيح العربية. فمن غير المعقول أن يتعلم الناشئ كل شيء عن الحاسب و لا يعرف كيف يستخدم لوحة المفاتيح العربية.

إنني أحذر -وأرجو ألا يذهب التحذير هباء- من سياسة التدرج، التي ترضى بمزاحمة الحرف اللاتيني للحرف العربي جنبا إلى جنب. لأن هذه الخطوة تمهيد للهدف الأخير، وهو وأد الحرف العربي والقضاء عليه إلى الأبد.

وأحذر العقلاء من محاولات قص الوطن العربي من أطرافه، بفرض الحرف اللاتيني على لغات الأكراد والبربر وغيرهم من أبناء الأمة العربية الكبيرة. في تصويت مجلس الإدارة للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالمغرب، والمكون من 32 عضوا، كان من نصيب الحرف القديم المسمى تيفيناغ 24 صوتا، في مقابل 8 أصوات للحرف اللاتيني. وعلى القارئ الفطن أن يدرك بنفسه كم كان نصيب الحرف العربي من الأصوات.

يا عقلاء العرب: لا توقعوا بأيديكم على وثيقة موتكم، ولا تكونوا شهود زور على موت العروبة. إذا كتبنا لغتنا بالحروف اللاتينية فإننا لن نصير أوربيين، كما أننا لن نبقى عربا. سنصبح كالغراب المطلي بالبياض. لقد تخلت تركيا عن الحرف العربي، وكتبت لغتها بالحروف اللاتينية منذ خمسة وسبعين عاما، وبرغم هذا فإن وزير خارجية فرنسا دومنيك دوفيلبان قال بالأمس القريب: ”إن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي يهدد هوية أوروبا وحدودها“.

الاحتلال في الماضي القريب كان يسمح للمستعمر برسم سياستنا التعليمية. واليوم فإن ما يسمى بالمعونات الاقتصادية واتفاقيات الشراكة يعطي للمستعمر الجديد نفس الفرصة. والكلام عن معونات غير مشروطة كلام تنقصه الأمانة والوطنية معا.

ليس من العدل أن يدفع العرب فاتورة العولمة خصما من رصيدهم الثقافي. وليس من الحكمة أن نستسلم نحن العرب لقرارات تمليها علينا حاملات الطائرات والقنابل العنقودية. وليس من الكياسة أن نتخاذل أمام التلويح الظالم بتهمة الإرهاب.

أخشى ما يخشاه المرء هو أن يصدق فينا قول العربي:
ويُقضَى الأمرُ حين تغيب تَيْم *** ولا يُستأمرون و هم شهود

الهدف على ما يبدو هو أن يظل العرب يتجادلون إلى الأبد، لكي يتفرغ عدوهم فقط للتنفيذ. ترى هل نظل نتجادل حتى تصبح دار الكتب تابعة للمجلس الأعلى للآثار ؟. مع كل طلوع شمس يؤكد الكبار أنهم لا يخضعون لأي ضغوط من أحد كائنا من كان. حسنا، فلينتظروا موت جحا أو الحمار أو الملك.

ستعلم حين ينجلي الغبار أفرسٌ تحتك أم حمار.
تابع القرائه

سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ? ازكار

ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى|
يخبرنا رسول الله -صلى الله عليه و سلم- بموقف يحدث يوم القيامة حين يوضع الميزان ويوضع الصراط، حينها تقول الملائكة«سبحانك ما عبدناك حق عبادتك»[ذكره الألباني في السلسلة الصحيحة برقم: 941] فلنفتح له قلوبنا وعقولنا.

قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلّم-: «يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسعت، فتقول الملائكة يا رب لمن يزن هذا، فيقول الله تعالى لمن شئت من خلقي، فتقول الملائكة سبحانك ما عبدناك حق عبادتك، ويوضع الصراط مثل حد الموسى، فتقول الملائكة من تجيز على هذا، فيقول من شئت من خلقي، فيقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك» [سبق تخريجه].

سبحانك ربي!!... الملائكة الذين يقول الله تعالى عنهم: {لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ} [التحريم: 6]، ويقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن السماء: «ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله تعالى» [حسنه الألباني في صحيح الجامع برقم: 2449]، هؤلاءالملائكة يقولون لله يوم القيامة سبحانك ما عبدناك حق عبادتك.

فجدير بنا أن نقارن الفارق الشاسع جدا بين عبادة الملائكة التي لا تنقطع بعبادتنا في رمضان الفائت -من صلاة وصيام وصدقة وغيرها-، وهي وإن كانت من أكثر أيام العام التي نتعبد فيها لله، فهي على الرغم من ذلك ضئيلة جدًا جدًا جدًا.

وحري بنا أيضا أن نتذكر سعة حلم الله بنا، وستره علينا، وسعة عطائه، وجميل نعمه، ونقرن ذلك بمعاصينا وقلة شكرنا، وقليل عبادتنا.

عندها سندرك معنى ذلك الحديث الذي جاء ما فيه في صحيح مسلم وغاب عن الكثير معناه، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لن ينجي أحدا منكم عمله. قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله برحمة»[صحيح البخاري: 6463].

وحاشاك يا رسول الله عن المعاصي، ولكنها إدراك لمقام العبودية وحقيقتها، ومقام الربوبية وحقوقها.

وعندها لن يسعنا إلا أن نناجي ربنا: "سبحانك ما عبدناك حق عبادتك".

اللهم ارزقنا عبودية صادقة لك، وخشوعا وقنوتا إليك، وارحم ضعفنا وعجزنا واجبر تقصيرنا.



تقبل الله منا ومنكم
تابع القرائه

سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ? ازكار

ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى|
يخبرنا رسول الله -صلى الله عليه و سلم- بموقف يحدث يوم القيامة حين يوضع الميزان ويوضع الصراط، حينها تقول الملائكة«سبحانك ما عبدناك حق عبادتك»[ذكره الألباني في السلسلة الصحيحة برقم: 941] فلنفتح له قلوبنا وعقولنا.

قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلّم-: «يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسعت، فتقول الملائكة يا رب لمن يزن هذا، فيقول الله تعالى لمن شئت من خلقي، فتقول الملائكة سبحانك ما عبدناك حق عبادتك، ويوضع الصراط مثل حد الموسى، فتقول الملائكة من تجيز على هذا، فيقول من شئت من خلقي، فيقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك» [سبق تخريجه].

سبحانك ربي!!... الملائكة الذين يقول الله تعالى عنهم: {لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ} [التحريم: 6]، ويقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن السماء: «ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله تعالى» [حسنه الألباني في صحيح الجامع برقم: 2449]، هؤلاءالملائكة يقولون لله يوم القيامة سبحانك ما عبدناك حق عبادتك.

فجدير بنا أن نقارن الفارق الشاسع جدا بين عبادة الملائكة التي لا تنقطع بعبادتنا في رمضان الفائت -من صلاة وصيام وصدقة وغيرها-، وهي وإن كانت من أكثر أيام العام التي نتعبد فيها لله، فهي على الرغم من ذلك ضئيلة جدًا جدًا جدًا.

وحري بنا أيضا أن نتذكر سعة حلم الله بنا، وستره علينا، وسعة عطائه، وجميل نعمه، ونقرن ذلك بمعاصينا وقلة شكرنا، وقليل عبادتنا.

عندها سندرك معنى ذلك الحديث الذي جاء ما فيه في صحيح مسلم وغاب عن الكثير معناه، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لن ينجي أحدا منكم عمله. قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله برحمة»[صحيح البخاري: 6463].

وحاشاك يا رسول الله عن المعاصي، ولكنها إدراك لمقام العبودية وحقيقتها، ومقام الربوبية وحقوقها.

وعندها لن يسعنا إلا أن نناجي ربنا: "سبحانك ما عبدناك حق عبادتك".

اللهم ارزقنا عبودية صادقة لك، وخشوعا وقنوتا إليك، وارحم ضعفنا وعجزنا واجبر تقصيرنا.



تقبل الله منا ومنكم
تابع القرائه

سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ? ازكار

ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى|
يخبرنا رسول الله -صلى الله عليه و سلم- بموقف يحدث يوم القيامة حين يوضع الميزان ويوضع الصراط، حينها تقول الملائكة«سبحانك ما عبدناك حق عبادتك»[ذكره الألباني في السلسلة الصحيحة برقم: 941] فلنفتح له قلوبنا وعقولنا.

قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلّم-: «يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسعت، فتقول الملائكة يا رب لمن يزن هذا، فيقول الله تعالى لمن شئت من خلقي، فتقول الملائكة سبحانك ما عبدناك حق عبادتك، ويوضع الصراط مثل حد الموسى، فتقول الملائكة من تجيز على هذا، فيقول من شئت من خلقي، فيقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك» [سبق تخريجه].

سبحانك ربي!!... الملائكة الذين يقول الله تعالى عنهم: {لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ} [التحريم: 6]، ويقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن السماء: «ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله تعالى» [حسنه الألباني في صحيح الجامع برقم: 2449]، هؤلاءالملائكة يقولون لله يوم القيامة سبحانك ما عبدناك حق عبادتك.

فجدير بنا أن نقارن الفارق الشاسع جدا بين عبادة الملائكة التي لا تنقطع بعبادتنا في رمضان الفائت -من صلاة وصيام وصدقة وغيرها-، وهي وإن كانت من أكثر أيام العام التي نتعبد فيها لله، فهي على الرغم من ذلك ضئيلة جدًا جدًا جدًا.

وحري بنا أيضا أن نتذكر سعة حلم الله بنا، وستره علينا، وسعة عطائه، وجميل نعمه، ونقرن ذلك بمعاصينا وقلة شكرنا، وقليل عبادتنا.

عندها سندرك معنى ذلك الحديث الذي جاء ما فيه في صحيح مسلم وغاب عن الكثير معناه، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لن ينجي أحدا منكم عمله. قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله برحمة»[صحيح البخاري: 6463].

وحاشاك يا رسول الله عن المعاصي، ولكنها إدراك لمقام العبودية وحقيقتها، ومقام الربوبية وحقوقها.

وعندها لن يسعنا إلا أن نناجي ربنا: "سبحانك ما عبدناك حق عبادتك".

اللهم ارزقنا عبودية صادقة لك، وخشوعا وقنوتا إليك، وارحم ضعفنا وعجزنا واجبر تقصيرنا.



تقبل الله منا ومنكم
تابع القرائه

سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ? ازكار

ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى|
يخبرنا رسول الله -صلى الله عليه و سلم- بموقف يحدث يوم القيامة حين يوضع الميزان ويوضع الصراط، حينها تقول الملائكة«سبحانك ما عبدناك حق عبادتك»[ذكره الألباني في السلسلة الصحيحة برقم: 941] فلنفتح له قلوبنا وعقولنا.

قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلّم-: «يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسعت، فتقول الملائكة يا رب لمن يزن هذا، فيقول الله تعالى لمن شئت من خلقي، فتقول الملائكة سبحانك ما عبدناك حق عبادتك، ويوضع الصراط مثل حد الموسى، فتقول الملائكة من تجيز على هذا، فيقول من شئت من خلقي، فيقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك» [سبق تخريجه].

سبحانك ربي!!... الملائكة الذين يقول الله تعالى عنهم: {لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ} [التحريم: 6]، ويقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن السماء: «ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله تعالى» [حسنه الألباني في صحيح الجامع برقم: 2449]، هؤلاءالملائكة يقولون لله يوم القيامة سبحانك ما عبدناك حق عبادتك.

فجدير بنا أن نقارن الفارق الشاسع جدا بين عبادة الملائكة التي لا تنقطع بعبادتنا في رمضان الفائت -من صلاة وصيام وصدقة وغيرها-، وهي وإن كانت من أكثر أيام العام التي نتعبد فيها لله، فهي على الرغم من ذلك ضئيلة جدًا جدًا جدًا.

وحري بنا أيضا أن نتذكر سعة حلم الله بنا، وستره علينا، وسعة عطائه، وجميل نعمه، ونقرن ذلك بمعاصينا وقلة شكرنا، وقليل عبادتنا.

عندها سندرك معنى ذلك الحديث الذي جاء ما فيه في صحيح مسلم وغاب عن الكثير معناه، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لن ينجي أحدا منكم عمله. قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله برحمة»[صحيح البخاري: 6463].

وحاشاك يا رسول الله عن المعاصي، ولكنها إدراك لمقام العبودية وحقيقتها، ومقام الربوبية وحقوقها.

وعندها لن يسعنا إلا أن نناجي ربنا: "سبحانك ما عبدناك حق عبادتك".

اللهم ارزقنا عبودية صادقة لك، وخشوعا وقنوتا إليك، وارحم ضعفنا وعجزنا واجبر تقصيرنا.



تقبل الله منا ومنكم
تابع القرائه

انتكاسة شاب ملتزم بعد خطبته، الأسباب، والعلاج ؟ اعرف دينك

ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى|

أنا شاب مقبل على الزواج من إحدى قريباتي التي التقيت بها لأول مرة عندما ذهبت لخطبتها، برغبة شديدة ، ومباركة من أهلي، وقد كنت -تقريباً- موافقاً عليها قبل أن أراها، وقد زادت رغبتي في الزواج منها عندما شاهدتها لأول مرة، حيث شعرت بقبول قلبي الشديد لها؛ حيث كان أحد أصحابي الملتزمين قد أوعز لي بأهمية النظرة الأولى، وقد برزتْ أمامي بملابس بيتها، كاشفة شعرها، ويديها، وشيئاً من صدرها، وكانت تلبس البنطال، وكان ذلك بوجود أهلها، وكان من أبرز ما بهرني بها: جمالها -ما شاء الله- ، وأدبها الكبير، وحياؤها، وسمعتها الطيبة بكل ما سبق، عند كل من سألته من أهلي عنها، ومما شجعني على الزواج منها: اشتهار والدها برجولته، وقراره الحازم، وكذلك أخلاق أمها التي لم أجد أحسن منها فيما أعلم من النساء.

حالي قبل الزواج: أنا شاب ملتزم، وألقَّب بين غالب الناس بـ "الشيخ" خاصة في عملي كمهندس. صاحب لحية على السنَّة، حوالي أكثر من قبضة بقليل، أكره مساسها، إلا شيئاً بسيطاً. لا ألبس البنطال إلا في عملي فقط، دائما بالثوب، ثوبي كله على السنَّة فوق الكعب، أحفظ القرآن، وملتزم بحلقات لذلك. أكره سماع الأغاني، والمسلسلات، والأفلام، وأكره كل ذلك، في الأعراس، وغيرها، وحتى في نغمات الجوال. لا أحب ما يسمَّى بـ "الأناشيد الإسلامية" ولا أعترف بجوازها، وأكره محترفها. أحارب البدع القولية، والفعلية، ما استطعت. أكره التصوير كله، سواء كان فيديو، أو فوتوغرافيا، وأكره تخليد الذكرى به. أحترم المنقبات، ولا أوافق أبداً وأبداً على أن تكون زوجتي غير ذلك , وبالنقاب الكامل الذي لا يظهر أي شيء منها أبداً. أحاول بكل وسيلة أن أَظهر بكل مظاهر الالتزام.حالي الآن بعد الخطبة، وقبل الزواج: أكره أن ألقب بـ "الشيخ"، وقد أوعزتُ إلى أكثر من يعملون معي بهذا، ولكن دون ذكر سبب صريح لذلك، وتضايقت من أمي لأنها وصفتني بذلك عند أهل زوجتي قصرت لحيتي شيئا فشيئا، وأرغب في تقصيرها أكثر من ذلك، ولكن أخشى الناس وكلامهم. أصبحت أحاول لبس البنطال أكثر، وخاصة الرياضي، وأحاول اعتماد ذلك حيث أظن زوجتي تحب ذلك . طولت ثوبي -الدشداشة- ولكنها باقية فوق الكعب، أما البنطال: فصار طويلاً، لا يراعي كعباً، ولا غيره، وأرى ذلك يوافق عادات الناس التي لا تؤثر كثيراً على الالتزام. أحب لو أني أسمع الأغاني , ولا أمنع أحداً من أهلي ، أو غيرهم من سماعها ، وأعطيت زوجتي الإذن بذلك , ولكن طلبت منها عدم المبالغة، وتركت تقدير ذلك لها، وفي حفلة خطوبتي: سمحتُ بكثير من الأغاني، بخلاف ما كنت أدندن عليه ولفترة طويلة من تشددي في ذلك. وزد على هذا: دخلتُ عند النساء في خطبتي، حتى مجرد الاعتراض على ذلك لم أبده، بل فرحت كثيراً عندما أبدت زوجتي فخرها بذلك أمام زميلاتها اللواتي لم يتوقعن ذلك مني. أصبحت أحضر أي عرس أدعى إليه، ولا أنكر المنكر حتى بقلبي! وأحب بعض النغمات في الجوال. أرى أن بعض البدع القولية والفعلية مبالغة فيما لا داعي له، وقدر المستطاع لا أنكر حتى إن رأيت زوجتي تشرب باليسرى، فاستحسنت ذلك بنفسي. أحب التصوير، وأحاول إشاعة عدم إنكاري لهذا بين الناس، وأكرر على زوجتي كثيراً رغبتي في كثرة التصوير في عرسنا، وهي سعيدة بهذا. لا أحب أن تكون زوجتي منقبة، ولكني لم أصرح بهذا لها، ولكني أظنها فهمت ذلك مني حيث كانت قد وافقت على النقاب على مضض؛ فمنحتها فرصة أخرى للتفكير، مع أني اشترطت عليها ذلك وقت الخطبة، فوافقت هي وأمها، ثم أحسستُ منها كره ذلك، فكرهته.في أحد مكالماتي لها قالت: "أحب أن أكون مثل الناس الذين أعايشهم ، فأحسست بنقص شديد؛ لأني كنت ضد الناس في كثير من المواقف". كل هذا الانقلاب حدث في حوالي شهرين!، ماذا حدث لي؟، ما الحل؟، أين الحق؟... لا أعرف، أو لا أكترث كثيراً إن عرفت!... لماذا لا أعرف؟!.. أنا في حيرة عظيمة، حيث يأتيني أحيانا قليلة هاجس الفشل والضعف أمام كل الناس، وأرغب في الرجوع لسابق عهدي... هل لزواجي العامل الأكبر في ذلك، أم ماذا؟ أفيدوني، أفادكم الله. الجواب:الحمد لله1. أخي الكريم والله إنا لنستشعر منك محبة الدين، والاستقامة، وقد أثلجت صدورنا في بداية السطور من حبك للطاعات والقربات، ثم -والله- أحسسنا بحزن، ومرارة، لما صار بك الحال بعد خِطبتك، فنسأل الله تعالى أن يلهمك رشدك، وأن ينير لك دربك، وأن يصرف عنك استدراج الشيطان.2. وكل من يقرأ سردك للأحداث التي جرت معك، وما صرت إليه من حال بعد حالك الأول: يجزم أنك وقعت في "فتنة"، ولعلك لا تخالفنا في ذلك، وما حصل معك من تغيير في الحال، والأحكام: هو دليل على حصول الفتنة في حياتك، وقد تنبه الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان لمثل هذا، وهو الخبير بالفتن، وأهلها ؛ لعلو مكانته من النبي صلى الله عليه وسلم، حتى صار أميناً على سرِّه، مع اهتمامه بأحاديث الفتن أن يعيها، ويحفظها، فماذا قال ذلك الصحابي الجليل عن مثل حالك أيها السائل؟!قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: "مَن أحب أن يعلَم أصابتْه الفتنة أوْ لا: فلينظر، فإن رأى حلالاً كان يراه حراماً، أو يرى حراماً كان يراه حلالاً: فليعلم أن قد أصابته" (رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (15 / 88)، والحاكم في "المستدرك" ( 4 / 514).وهذا هو عين ما حصل معك من تقلب حالك في أحكام: قصر الثوب، واللحية، والموسيقى، والنقاب للمرأة، والاختلاط، وإنكار المنكر. بل لا نظن أنك تحتاجنا أن نقيم لك الأدلة على أن ما صار إليه حالك، والعياذ بالله، هو ضلالة بعد هدى، وانتكاسة بعد صلاح حال، نسأل الله أن يردك إلى ما يحب، وأن يصلح لك شأنك: دَخَلَ أَبُو مَسْعُودٍ البدري رضي الله عنه عَلَى حُذَيْفَةَ، فَقَالَ: اعْهَدْ إِلَىَّ!! فَقَالَ لَهُ: أَلَمْ يَأْتِكَ الْيَقِينُ؟ قَالَ: بَلَى وَعِزَّةِ رَبِّى!! قَالَ: فَاعْلَمْ أَنَّ الضَّلاَلَةَ حَقَّ الضَّلاَلَةِ، أَنْ تَعْرِفَ مَا كُنْتَ تُنْكِرُ، وَأَنْ تُنْكِرَ مَا كُنْتَ تَعْرِفُ، وَإِيَّاكَ وَالتَّلَوُّنِ فَإِنَّ دِينَ اللَّهِ وَاحِدٌ!!رواه عبد الرزاق في مصنفه (11/249) والبيهقي في السنن الكبرى (10/42). لذا: فالواجب عليك أن تعلم الداء الذي أصابك، ثم تنقذ نفسك من آثاره السيئة، قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم، ونحن على ثقة بأنك إن صدقتَ مع ربك تعالى في حب النجاة مما أنت فيه من فتنة، أنه تعالى سينجيك من تلك الفتن، ويأخذ بيدك إلى برِّ الأمان.3. وإذا أردت النجاة من تلك الفتن: فاعلم أنك بحاجة لدوافع قوية تدفع بها تلك الشرور التي دخلت في قلبك، وعقلك، ونحن نوصيك بأشياء نرجو أن يكون لها حظ عندك في العمل، لا بمجرد العلم بها، ومن ذلك:أ. الدعاء، فاختر آخر الليل لتقوم بين يدي ربك تعالى تناجيه بالعبادة، وتدعوه بأن ينجيك من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وأن يحبب إليك الإيمان، ويزينه في قلبك، وعلى جوارحك، وأن يكرِّه إليك الكفر، والفسوق، والعصيان.ب. العلم، وفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد، كما يروى عن ابن عباس، فاحرص على تعلم دينك؛ فإن من شأن العلم الشرعي النافع أن يحفظ أهله من الزلل؛ لما يعلمونه من قصَر هذه الحياة، وعدم بقائها، وأن الموت حق لا ريب فيه.ج. الطاعات، والأعمال الصالحة، وإنك لو تأملت نفسك لرأيت أن بداية التقصير والفتنة عندك في حياتك قد سبقها تقصير في طاعة الله، والقيام بالأعمال الصالحة، فارجع لأحسن من سابق عهدك ، واجعل لنفسك ورد قراءة للقرآن والأذكار، وورد أعمال صالحة تقوم بها في ليلك، ونهارك.د. الصحبة الصالحة، فللصحبة الصالحة التقية الطيبة أثرها البالغ في حياة الشخص واستقامته، وقد قال الله تعالى في كتابه:{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} [الكهف: 28]. هـ . الخوف من سوء الخاتمة، وأنت تعلم بأنه ليس كل مسلم يوفق لحسن الخاتمة، بل المسلم يموت على ما يعيش عليه، فاحذر من فوات وقت التوبة عليك، فلا تدري متى كتب الله عليك الموت، والدنيا دار عمل، لا جزاء، وغدا تقبل على دار جزاء، لا عمل.4. اعلم أيها الأخ السائل: أنه لا سعادة تعدل سعادة الإيمان، والقرب، من الرحمن، ولذة الطاعة والعبادة؛ فالتقي هو السعيد، والمستقيم هو المطمئن المستريح؛ وكل سعادة خلت من إيمان وتقوى: فوالله إنها بهرج، وزخرف، وغرور، عن قريب تزول.5. الأصل أن الزواج مكمل لدين المرء لا منقص له , كما جاء في الحديث عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من رزقه الله امرأة صالحة؛ فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الباقي» [قال الألباني حسن لغيره].ومما يعين على ذلك: اختيار الزوجة الصالحة لتكون شريكة لك في بناء أسرة طيبة ، مع إعانتها لك على طاعة ربك ، كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: «الدُّنْيَا مَتَاعٌ ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ» [رواه مسلم]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تُنكَحُ المرأةُ لأربَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظفَر بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَت يَدَاكَ» [رواه البخاري، ومسلم]. قال النووي -رحمه الله- : وفي هذا الحديث: الحث على مصاحبة أهل الدين في كل شيء لأن صاحبهم يستفيد من أخلاقهم وبركتهم وحسن طرائقهم ويأمن المفسدة من جهتهم (شرح مسلم، 10 / 52).وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :وقال صلّى الله عليه وسلم: «تنكح المرأة لأربع: لمالها، وجمالها، وحسبها، ودينها، فاظفر بذات الدين تَرِبَتْ يمينك» لما فيها من صلاح الأحوال، والبيت، والأولاد، وسكون قلب الزوج، وطمأنينته، فإن حصل مع الدين غيرُه: فذاك، وإلاَّ فالدِّين أعظم الصفات المقصودة، قال تعالى: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ} [النساء: 34] (بهجة قلوب الأبرار، ص 91).ولمعرفة صفات المرأة ذات الدين: انظر جواب السؤال رقم: (96584).والزوج المتزوج من امرأة صالحة فإنه يجد منها تشجيعاً إن فعل طاعة، ويجد منها نصحاً وتذكيراً إن هو انحرف عن طريق الهداية، ولعل الضعف الذي أصابك بعد الخطبة إن لم تكن خطيبتك هي سببه: فإنها لم تدلك على الخير، ولم تنصحك بما هو صواب من أفعالك، بل كان منها مباركة لما وقعت فيه من مخالفات، وكان منها تشجيع على التخلي عن صفات الخير، وأنت بذلك تدفع ثمن اختيارك، ولا ندري عن ميزانك في الاختيار، وأنت ادعيت أنك كنت ملتزماً؛ فكيف قبلتَ أنها تلبس البنطال أمامك، وأمام أبيها، أو أشقائها، وغير خافٍ أن البنطال مفصِّل للعورة، ولا يجوز إظهاره أمام محارم المرأة، فضلاً عن إظهاره أمام من جاء يخطبها! 6. حقيقة الجمال هي جمال الأخلاق الظاهرة والباطنة، والجمال الظاهر يزول مع الأيام، ولكن الذي يبقى هو جمال الروح، والأخلاق، والدين، والاستقامة، فليست الحياة الزوجية قائمة - فقط - على الجمال، والإعجاب، بل لا بدَّ للمسلم العاقل أن ينظر بعين بصيرته إلى ما هو أبعد من ذلك، من إعانة على طاعة الله، وإلى حفظ بيته في غيابه، وإلى تربية أولاده تربية إسلامية، وإلى غير ذلك.7. وعلى ذلك أخي السائل : إذا كان سبب انتكاستك وتحول حالك هو قلة التزام خطيبتك، وأن تغير حالك بعد الخطبة بسبب محاولة إرضائها والحصول على حبها وقربها: فاعلم أنك موهوم، ولن تشعر براحة البتة، بل سوف يزداد الأمر عندك ألماً، وحسرةً، وكدراً بعد الزواج، وخاصة بعد أن تنال مطلوبك منها، والذي رغبك في زواجك منها، ثم سوف تتحول هذه الرغبة إلى كره، ومقت، وألم، ومحاولة الخلاص منها؛ إذا بقي في قلبك داع يطلب أن تكون على ما كنت عليه قبل الزواج. وأما إذا زال من قلبك استحسان ما كنت عليه من الطاعة، ولم تبق نفسك تنازعك إلى العودة إلى ربها، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وأحسن الله عزاء المسلمين فيك!!8. فالنصيحة لك -أخي السائل- أن تصلح نفسك أولاً، لتعود إلى سابق عهدك، بل أفضل، ولا تظنن نفسك أنك على هدى، وطريق مستقيم، بل ما ذكرتَه لنا كافٍ للحكم عليك بوقوعك في فتنة عظيمة، وما ذكرتَه لنا يدل أن الأمر عندك لم يقف عند حدٍّ، بل هو مستمر، وهذا خطير جدّاً عليك، فيُخشى أن يكون انتقالك من فتنة إلى أختها، ومن معصية إلى مثلها: أن تقع في فتنة الدين -لا قدَّر الله- ، ولا تظنن هذا بعيداً عنك، ولا عن غيرك، فالشيطان أحرص ما يكون على هذه الفتنة، وهو لا يترك المسلم لينجح معه في هذه الفتنة حتى النزع الأخير. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : «إن إبليس قال لربه بعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم ما دامت الأرواح فيهم فقال الله فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني» [إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين لكنه منقطع].وانظر جواب السؤال رقم: ( 23425 ) ففيه بيان خطر المعصية، وأثرها على صاحبها.9. ثم بعد أن تصلح حالك: حاول تقريب خطيبتك إلى حياة الالتزام، والطاعة، فإن لمست منها استجابة: وإلا ففي خلاصك منها راحة، إن شاء الله، وسلامة لدينك، واستقامتك. ولا يلزم من ذلك طعن بها، أو في أهلها، ولكن الرجل العاقل الملتزم يبحث عما يعينه على طاعة الله، ويقربه من رضى الرحمن؛ فعَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتِ {الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} ... قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: «أُنْزِلَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ مَا أُنْزِلَ، لَوْ عَلِمْنَا أَيُّ الْمَالِ خَيْرٌ فَنَتَّخِذَهُ ، فَقَالَ: "أَفْضَلُهُ : لِسَانٌ ذَاكِرٌ، وَقَلْبٌ شَاكِرٌ، وَزَوْجَةٌ مُؤْمِنَةٌ تُعِينُهُ عَلَى إِيمَانِهِ"» [رواه الترمذي (3094) وحسَّنه، وابن ماجه (1856) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي"].قال المباركفوري -رحمه الله- :«وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه»؛ أي: "على دينه؛ بأن تذكره الصلاة، والصوم، وغيرهما من العبادات، وتمنعه من الزنا، وسائر المحرمات" (تحفة الأحوذي، 8 / 390).وعن سعد بن أبي وقاص قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ ثَلاَثَةٌ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ ثَلاَثَةٌ، مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ: الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ وَالْمَسْكَنُ الصَّالِحُ وَالْمَرْكَبُ الصَّالِحُ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ: الْمَرْأَةُ السُّوءُ وَالْمَسْكَنُ السُّوءُ وَالْمَرْكَبُ السُّوءُ» [رواه أحمد في مسنده (1 / 168)، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (1914)].نسأل الله أن يوفقك لطاعته، وأن يعينك على الالتزام بأوامره، وأن يرزقك الزوجة الصالحة التي تعينك على أمر دينك ودنياك، وأن يصرف عنك كيد الشيطان واستدراجه.والله أعلم. 
تابع القرائه

انتكاسة شاب ملتزم بعد خطبته، الأسباب، والعلاج ؟ اعرف دينك

ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى|

أنا شاب مقبل على الزواج من إحدى قريباتي التي التقيت بها لأول مرة عندما ذهبت لخطبتها، برغبة شديدة ، ومباركة من أهلي، وقد كنت -تقريباً- موافقاً عليها قبل أن أراها، وقد زادت رغبتي في الزواج منها عندما شاهدتها لأول مرة، حيث شعرت بقبول قلبي الشديد لها؛ حيث كان أحد أصحابي الملتزمين قد أوعز لي بأهمية النظرة الأولى، وقد برزتْ أمامي بملابس بيتها، كاشفة شعرها، ويديها، وشيئاً من صدرها، وكانت تلبس البنطال، وكان ذلك بوجود أهلها، وكان من أبرز ما بهرني بها: جمالها -ما شاء الله- ، وأدبها الكبير، وحياؤها، وسمعتها الطيبة بكل ما سبق، عند كل من سألته من أهلي عنها، ومما شجعني على الزواج منها: اشتهار والدها برجولته، وقراره الحازم، وكذلك أخلاق أمها التي لم أجد أحسن منها فيما أعلم من النساء.

حالي قبل الزواج: أنا شاب ملتزم، وألقَّب بين غالب الناس بـ "الشيخ" خاصة في عملي كمهندس. صاحب لحية على السنَّة، حوالي أكثر من قبضة بقليل، أكره مساسها، إلا شيئاً بسيطاً. لا ألبس البنطال إلا في عملي فقط، دائما بالثوب، ثوبي كله على السنَّة فوق الكعب، أحفظ القرآن، وملتزم بحلقات لذلك. أكره سماع الأغاني، والمسلسلات، والأفلام، وأكره كل ذلك، في الأعراس، وغيرها، وحتى في نغمات الجوال. لا أحب ما يسمَّى بـ "الأناشيد الإسلامية" ولا أعترف بجوازها، وأكره محترفها. أحارب البدع القولية، والفعلية، ما استطعت. أكره التصوير كله، سواء كان فيديو، أو فوتوغرافيا، وأكره تخليد الذكرى به. أحترم المنقبات، ولا أوافق أبداً وأبداً على أن تكون زوجتي غير ذلك , وبالنقاب الكامل الذي لا يظهر أي شيء منها أبداً. أحاول بكل وسيلة أن أَظهر بكل مظاهر الالتزام.حالي الآن بعد الخطبة، وقبل الزواج: أكره أن ألقب بـ "الشيخ"، وقد أوعزتُ إلى أكثر من يعملون معي بهذا، ولكن دون ذكر سبب صريح لذلك، وتضايقت من أمي لأنها وصفتني بذلك عند أهل زوجتي قصرت لحيتي شيئا فشيئا، وأرغب في تقصيرها أكثر من ذلك، ولكن أخشى الناس وكلامهم. أصبحت أحاول لبس البنطال أكثر، وخاصة الرياضي، وأحاول اعتماد ذلك حيث أظن زوجتي تحب ذلك . طولت ثوبي -الدشداشة- ولكنها باقية فوق الكعب، أما البنطال: فصار طويلاً، لا يراعي كعباً، ولا غيره، وأرى ذلك يوافق عادات الناس التي لا تؤثر كثيراً على الالتزام. أحب لو أني أسمع الأغاني , ولا أمنع أحداً من أهلي ، أو غيرهم من سماعها ، وأعطيت زوجتي الإذن بذلك , ولكن طلبت منها عدم المبالغة، وتركت تقدير ذلك لها، وفي حفلة خطوبتي: سمحتُ بكثير من الأغاني، بخلاف ما كنت أدندن عليه ولفترة طويلة من تشددي في ذلك. وزد على هذا: دخلتُ عند النساء في خطبتي، حتى مجرد الاعتراض على ذلك لم أبده، بل فرحت كثيراً عندما أبدت زوجتي فخرها بذلك أمام زميلاتها اللواتي لم يتوقعن ذلك مني. أصبحت أحضر أي عرس أدعى إليه، ولا أنكر المنكر حتى بقلبي! وأحب بعض النغمات في الجوال. أرى أن بعض البدع القولية والفعلية مبالغة فيما لا داعي له، وقدر المستطاع لا أنكر حتى إن رأيت زوجتي تشرب باليسرى، فاستحسنت ذلك بنفسي. أحب التصوير، وأحاول إشاعة عدم إنكاري لهذا بين الناس، وأكرر على زوجتي كثيراً رغبتي في كثرة التصوير في عرسنا، وهي سعيدة بهذا. لا أحب أن تكون زوجتي منقبة، ولكني لم أصرح بهذا لها، ولكني أظنها فهمت ذلك مني حيث كانت قد وافقت على النقاب على مضض؛ فمنحتها فرصة أخرى للتفكير، مع أني اشترطت عليها ذلك وقت الخطبة، فوافقت هي وأمها، ثم أحسستُ منها كره ذلك، فكرهته.في أحد مكالماتي لها قالت: "أحب أن أكون مثل الناس الذين أعايشهم ، فأحسست بنقص شديد؛ لأني كنت ضد الناس في كثير من المواقف". كل هذا الانقلاب حدث في حوالي شهرين!، ماذا حدث لي؟، ما الحل؟، أين الحق؟... لا أعرف، أو لا أكترث كثيراً إن عرفت!... لماذا لا أعرف؟!.. أنا في حيرة عظيمة، حيث يأتيني أحيانا قليلة هاجس الفشل والضعف أمام كل الناس، وأرغب في الرجوع لسابق عهدي... هل لزواجي العامل الأكبر في ذلك، أم ماذا؟ أفيدوني، أفادكم الله. الجواب:الحمد لله1. أخي الكريم والله إنا لنستشعر منك محبة الدين، والاستقامة، وقد أثلجت صدورنا في بداية السطور من حبك للطاعات والقربات، ثم -والله- أحسسنا بحزن، ومرارة، لما صار بك الحال بعد خِطبتك، فنسأل الله تعالى أن يلهمك رشدك، وأن ينير لك دربك، وأن يصرف عنك استدراج الشيطان.2. وكل من يقرأ سردك للأحداث التي جرت معك، وما صرت إليه من حال بعد حالك الأول: يجزم أنك وقعت في "فتنة"، ولعلك لا تخالفنا في ذلك، وما حصل معك من تغيير في الحال، والأحكام: هو دليل على حصول الفتنة في حياتك، وقد تنبه الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان لمثل هذا، وهو الخبير بالفتن، وأهلها ؛ لعلو مكانته من النبي صلى الله عليه وسلم، حتى صار أميناً على سرِّه، مع اهتمامه بأحاديث الفتن أن يعيها، ويحفظها، فماذا قال ذلك الصحابي الجليل عن مثل حالك أيها السائل؟!قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: "مَن أحب أن يعلَم أصابتْه الفتنة أوْ لا: فلينظر، فإن رأى حلالاً كان يراه حراماً، أو يرى حراماً كان يراه حلالاً: فليعلم أن قد أصابته" (رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (15 / 88)، والحاكم في "المستدرك" ( 4 / 514).وهذا هو عين ما حصل معك من تقلب حالك في أحكام: قصر الثوب، واللحية، والموسيقى، والنقاب للمرأة، والاختلاط، وإنكار المنكر. بل لا نظن أنك تحتاجنا أن نقيم لك الأدلة على أن ما صار إليه حالك، والعياذ بالله، هو ضلالة بعد هدى، وانتكاسة بعد صلاح حال، نسأل الله أن يردك إلى ما يحب، وأن يصلح لك شأنك: دَخَلَ أَبُو مَسْعُودٍ البدري رضي الله عنه عَلَى حُذَيْفَةَ، فَقَالَ: اعْهَدْ إِلَىَّ!! فَقَالَ لَهُ: أَلَمْ يَأْتِكَ الْيَقِينُ؟ قَالَ: بَلَى وَعِزَّةِ رَبِّى!! قَالَ: فَاعْلَمْ أَنَّ الضَّلاَلَةَ حَقَّ الضَّلاَلَةِ، أَنْ تَعْرِفَ مَا كُنْتَ تُنْكِرُ، وَأَنْ تُنْكِرَ مَا كُنْتَ تَعْرِفُ، وَإِيَّاكَ وَالتَّلَوُّنِ فَإِنَّ دِينَ اللَّهِ وَاحِدٌ!!رواه عبد الرزاق في مصنفه (11/249) والبيهقي في السنن الكبرى (10/42). لذا: فالواجب عليك أن تعلم الداء الذي أصابك، ثم تنقذ نفسك من آثاره السيئة، قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم، ونحن على ثقة بأنك إن صدقتَ مع ربك تعالى في حب النجاة مما أنت فيه من فتنة، أنه تعالى سينجيك من تلك الفتن، ويأخذ بيدك إلى برِّ الأمان.3. وإذا أردت النجاة من تلك الفتن: فاعلم أنك بحاجة لدوافع قوية تدفع بها تلك الشرور التي دخلت في قلبك، وعقلك، ونحن نوصيك بأشياء نرجو أن يكون لها حظ عندك في العمل، لا بمجرد العلم بها، ومن ذلك:أ. الدعاء، فاختر آخر الليل لتقوم بين يدي ربك تعالى تناجيه بالعبادة، وتدعوه بأن ينجيك من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وأن يحبب إليك الإيمان، ويزينه في قلبك، وعلى جوارحك، وأن يكرِّه إليك الكفر، والفسوق، والعصيان.ب. العلم، وفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد، كما يروى عن ابن عباس، فاحرص على تعلم دينك؛ فإن من شأن العلم الشرعي النافع أن يحفظ أهله من الزلل؛ لما يعلمونه من قصَر هذه الحياة، وعدم بقائها، وأن الموت حق لا ريب فيه.ج. الطاعات، والأعمال الصالحة، وإنك لو تأملت نفسك لرأيت أن بداية التقصير والفتنة عندك في حياتك قد سبقها تقصير في طاعة الله، والقيام بالأعمال الصالحة، فارجع لأحسن من سابق عهدك ، واجعل لنفسك ورد قراءة للقرآن والأذكار، وورد أعمال صالحة تقوم بها في ليلك، ونهارك.د. الصحبة الصالحة، فللصحبة الصالحة التقية الطيبة أثرها البالغ في حياة الشخص واستقامته، وقد قال الله تعالى في كتابه:{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} [الكهف: 28]. هـ . الخوف من سوء الخاتمة، وأنت تعلم بأنه ليس كل مسلم يوفق لحسن الخاتمة، بل المسلم يموت على ما يعيش عليه، فاحذر من فوات وقت التوبة عليك، فلا تدري متى كتب الله عليك الموت، والدنيا دار عمل، لا جزاء، وغدا تقبل على دار جزاء، لا عمل.4. اعلم أيها الأخ السائل: أنه لا سعادة تعدل سعادة الإيمان، والقرب، من الرحمن، ولذة الطاعة والعبادة؛ فالتقي هو السعيد، والمستقيم هو المطمئن المستريح؛ وكل سعادة خلت من إيمان وتقوى: فوالله إنها بهرج، وزخرف، وغرور، عن قريب تزول.5. الأصل أن الزواج مكمل لدين المرء لا منقص له , كما جاء في الحديث عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من رزقه الله امرأة صالحة؛ فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الباقي» [قال الألباني حسن لغيره].ومما يعين على ذلك: اختيار الزوجة الصالحة لتكون شريكة لك في بناء أسرة طيبة ، مع إعانتها لك على طاعة ربك ، كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: «الدُّنْيَا مَتَاعٌ ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ» [رواه مسلم]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تُنكَحُ المرأةُ لأربَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظفَر بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَت يَدَاكَ» [رواه البخاري، ومسلم]. قال النووي -رحمه الله- : وفي هذا الحديث: الحث على مصاحبة أهل الدين في كل شيء لأن صاحبهم يستفيد من أخلاقهم وبركتهم وحسن طرائقهم ويأمن المفسدة من جهتهم (شرح مسلم، 10 / 52).وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :وقال صلّى الله عليه وسلم: «تنكح المرأة لأربع: لمالها، وجمالها، وحسبها، ودينها، فاظفر بذات الدين تَرِبَتْ يمينك» لما فيها من صلاح الأحوال، والبيت، والأولاد، وسكون قلب الزوج، وطمأنينته، فإن حصل مع الدين غيرُه: فذاك، وإلاَّ فالدِّين أعظم الصفات المقصودة، قال تعالى: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ} [النساء: 34] (بهجة قلوب الأبرار، ص 91).ولمعرفة صفات المرأة ذات الدين: انظر جواب السؤال رقم: (96584).والزوج المتزوج من امرأة صالحة فإنه يجد منها تشجيعاً إن فعل طاعة، ويجد منها نصحاً وتذكيراً إن هو انحرف عن طريق الهداية، ولعل الضعف الذي أصابك بعد الخطبة إن لم تكن خطيبتك هي سببه: فإنها لم تدلك على الخير، ولم تنصحك بما هو صواب من أفعالك، بل كان منها مباركة لما وقعت فيه من مخالفات، وكان منها تشجيع على التخلي عن صفات الخير، وأنت بذلك تدفع ثمن اختيارك، ولا ندري عن ميزانك في الاختيار، وأنت ادعيت أنك كنت ملتزماً؛ فكيف قبلتَ أنها تلبس البنطال أمامك، وأمام أبيها، أو أشقائها، وغير خافٍ أن البنطال مفصِّل للعورة، ولا يجوز إظهاره أمام محارم المرأة، فضلاً عن إظهاره أمام من جاء يخطبها! 6. حقيقة الجمال هي جمال الأخلاق الظاهرة والباطنة، والجمال الظاهر يزول مع الأيام، ولكن الذي يبقى هو جمال الروح، والأخلاق، والدين، والاستقامة، فليست الحياة الزوجية قائمة - فقط - على الجمال، والإعجاب، بل لا بدَّ للمسلم العاقل أن ينظر بعين بصيرته إلى ما هو أبعد من ذلك، من إعانة على طاعة الله، وإلى حفظ بيته في غيابه، وإلى تربية أولاده تربية إسلامية، وإلى غير ذلك.7. وعلى ذلك أخي السائل : إذا كان سبب انتكاستك وتحول حالك هو قلة التزام خطيبتك، وأن تغير حالك بعد الخطبة بسبب محاولة إرضائها والحصول على حبها وقربها: فاعلم أنك موهوم، ولن تشعر براحة البتة، بل سوف يزداد الأمر عندك ألماً، وحسرةً، وكدراً بعد الزواج، وخاصة بعد أن تنال مطلوبك منها، والذي رغبك في زواجك منها، ثم سوف تتحول هذه الرغبة إلى كره، ومقت، وألم، ومحاولة الخلاص منها؛ إذا بقي في قلبك داع يطلب أن تكون على ما كنت عليه قبل الزواج. وأما إذا زال من قلبك استحسان ما كنت عليه من الطاعة، ولم تبق نفسك تنازعك إلى العودة إلى ربها، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وأحسن الله عزاء المسلمين فيك!!8. فالنصيحة لك -أخي السائل- أن تصلح نفسك أولاً، لتعود إلى سابق عهدك، بل أفضل، ولا تظنن نفسك أنك على هدى، وطريق مستقيم، بل ما ذكرتَه لنا كافٍ للحكم عليك بوقوعك في فتنة عظيمة، وما ذكرتَه لنا يدل أن الأمر عندك لم يقف عند حدٍّ، بل هو مستمر، وهذا خطير جدّاً عليك، فيُخشى أن يكون انتقالك من فتنة إلى أختها، ومن معصية إلى مثلها: أن تقع في فتنة الدين -لا قدَّر الله- ، ولا تظنن هذا بعيداً عنك، ولا عن غيرك، فالشيطان أحرص ما يكون على هذه الفتنة، وهو لا يترك المسلم لينجح معه في هذه الفتنة حتى النزع الأخير. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : «إن إبليس قال لربه بعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم ما دامت الأرواح فيهم فقال الله فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني» [إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين لكنه منقطع].وانظر جواب السؤال رقم: ( 23425 ) ففيه بيان خطر المعصية، وأثرها على صاحبها.9. ثم بعد أن تصلح حالك: حاول تقريب خطيبتك إلى حياة الالتزام، والطاعة، فإن لمست منها استجابة: وإلا ففي خلاصك منها راحة، إن شاء الله، وسلامة لدينك، واستقامتك. ولا يلزم من ذلك طعن بها، أو في أهلها، ولكن الرجل العاقل الملتزم يبحث عما يعينه على طاعة الله، ويقربه من رضى الرحمن؛ فعَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتِ {الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} ... قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: «أُنْزِلَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ مَا أُنْزِلَ، لَوْ عَلِمْنَا أَيُّ الْمَالِ خَيْرٌ فَنَتَّخِذَهُ ، فَقَالَ: "أَفْضَلُهُ : لِسَانٌ ذَاكِرٌ، وَقَلْبٌ شَاكِرٌ، وَزَوْجَةٌ مُؤْمِنَةٌ تُعِينُهُ عَلَى إِيمَانِهِ"» [رواه الترمذي (3094) وحسَّنه، وابن ماجه (1856) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي"].قال المباركفوري -رحمه الله- :«وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه»؛ أي: "على دينه؛ بأن تذكره الصلاة، والصوم، وغيرهما من العبادات، وتمنعه من الزنا، وسائر المحرمات" (تحفة الأحوذي، 8 / 390).وعن سعد بن أبي وقاص قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ ثَلاَثَةٌ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ ثَلاَثَةٌ، مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ: الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ وَالْمَسْكَنُ الصَّالِحُ وَالْمَرْكَبُ الصَّالِحُ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ: الْمَرْأَةُ السُّوءُ وَالْمَسْكَنُ السُّوءُ وَالْمَرْكَبُ السُّوءُ» [رواه أحمد في مسنده (1 / 168)، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (1914)].نسأل الله أن يوفقك لطاعته، وأن يعينك على الالتزام بأوامره، وأن يرزقك الزوجة الصالحة التي تعينك على أمر دينك ودنياك، وأن يصرف عنك كيد الشيطان واستدراجه.والله أعلم. 
تابع القرائه

انتكاسة شاب ملتزم بعد خطبته، الأسباب، والعلاج ؟ اعرف دينك

ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى|

أنا شاب مقبل على الزواج من إحدى قريباتي التي التقيت بها لأول مرة عندما ذهبت لخطبتها، برغبة شديدة ، ومباركة من أهلي، وقد كنت -تقريباً- موافقاً عليها قبل أن أراها، وقد زادت رغبتي في الزواج منها عندما شاهدتها لأول مرة، حيث شعرت بقبول قلبي الشديد لها؛ حيث كان أحد أصحابي الملتزمين قد أوعز لي بأهمية النظرة الأولى، وقد برزتْ أمامي بملابس بيتها، كاشفة شعرها، ويديها، وشيئاً من صدرها، وكانت تلبس البنطال، وكان ذلك بوجود أهلها، وكان من أبرز ما بهرني بها: جمالها -ما شاء الله- ، وأدبها الكبير، وحياؤها، وسمعتها الطيبة بكل ما سبق، عند كل من سألته من أهلي عنها، ومما شجعني على الزواج منها: اشتهار والدها برجولته، وقراره الحازم، وكذلك أخلاق أمها التي لم أجد أحسن منها فيما أعلم من النساء.

حالي قبل الزواج: أنا شاب ملتزم، وألقَّب بين غالب الناس بـ "الشيخ" خاصة في عملي كمهندس. صاحب لحية على السنَّة، حوالي أكثر من قبضة بقليل، أكره مساسها، إلا شيئاً بسيطاً. لا ألبس البنطال إلا في عملي فقط، دائما بالثوب، ثوبي كله على السنَّة فوق الكعب، أحفظ القرآن، وملتزم بحلقات لذلك. أكره سماع الأغاني، والمسلسلات، والأفلام، وأكره كل ذلك، في الأعراس، وغيرها، وحتى في نغمات الجوال. لا أحب ما يسمَّى بـ "الأناشيد الإسلامية" ولا أعترف بجوازها، وأكره محترفها. أحارب البدع القولية، والفعلية، ما استطعت. أكره التصوير كله، سواء كان فيديو، أو فوتوغرافيا، وأكره تخليد الذكرى به. أحترم المنقبات، ولا أوافق أبداً وأبداً على أن تكون زوجتي غير ذلك , وبالنقاب الكامل الذي لا يظهر أي شيء منها أبداً. أحاول بكل وسيلة أن أَظهر بكل مظاهر الالتزام.حالي الآن بعد الخطبة، وقبل الزواج: أكره أن ألقب بـ "الشيخ"، وقد أوعزتُ إلى أكثر من يعملون معي بهذا، ولكن دون ذكر سبب صريح لذلك، وتضايقت من أمي لأنها وصفتني بذلك عند أهل زوجتي قصرت لحيتي شيئا فشيئا، وأرغب في تقصيرها أكثر من ذلك، ولكن أخشى الناس وكلامهم. أصبحت أحاول لبس البنطال أكثر، وخاصة الرياضي، وأحاول اعتماد ذلك حيث أظن زوجتي تحب ذلك . طولت ثوبي -الدشداشة- ولكنها باقية فوق الكعب، أما البنطال: فصار طويلاً، لا يراعي كعباً، ولا غيره، وأرى ذلك يوافق عادات الناس التي لا تؤثر كثيراً على الالتزام. أحب لو أني أسمع الأغاني , ولا أمنع أحداً من أهلي ، أو غيرهم من سماعها ، وأعطيت زوجتي الإذن بذلك , ولكن طلبت منها عدم المبالغة، وتركت تقدير ذلك لها، وفي حفلة خطوبتي: سمحتُ بكثير من الأغاني، بخلاف ما كنت أدندن عليه ولفترة طويلة من تشددي في ذلك. وزد على هذا: دخلتُ عند النساء في خطبتي، حتى مجرد الاعتراض على ذلك لم أبده، بل فرحت كثيراً عندما أبدت زوجتي فخرها بذلك أمام زميلاتها اللواتي لم يتوقعن ذلك مني. أصبحت أحضر أي عرس أدعى إليه، ولا أنكر المنكر حتى بقلبي! وأحب بعض النغمات في الجوال. أرى أن بعض البدع القولية والفعلية مبالغة فيما لا داعي له، وقدر المستطاع لا أنكر حتى إن رأيت زوجتي تشرب باليسرى، فاستحسنت ذلك بنفسي. أحب التصوير، وأحاول إشاعة عدم إنكاري لهذا بين الناس، وأكرر على زوجتي كثيراً رغبتي في كثرة التصوير في عرسنا، وهي سعيدة بهذا. لا أحب أن تكون زوجتي منقبة، ولكني لم أصرح بهذا لها، ولكني أظنها فهمت ذلك مني حيث كانت قد وافقت على النقاب على مضض؛ فمنحتها فرصة أخرى للتفكير، مع أني اشترطت عليها ذلك وقت الخطبة، فوافقت هي وأمها، ثم أحسستُ منها كره ذلك، فكرهته.في أحد مكالماتي لها قالت: "أحب أن أكون مثل الناس الذين أعايشهم ، فأحسست بنقص شديد؛ لأني كنت ضد الناس في كثير من المواقف". كل هذا الانقلاب حدث في حوالي شهرين!، ماذا حدث لي؟، ما الحل؟، أين الحق؟... لا أعرف، أو لا أكترث كثيراً إن عرفت!... لماذا لا أعرف؟!.. أنا في حيرة عظيمة، حيث يأتيني أحيانا قليلة هاجس الفشل والضعف أمام كل الناس، وأرغب في الرجوع لسابق عهدي... هل لزواجي العامل الأكبر في ذلك، أم ماذا؟ أفيدوني، أفادكم الله. الجواب:الحمد لله1. أخي الكريم والله إنا لنستشعر منك محبة الدين، والاستقامة، وقد أثلجت صدورنا في بداية السطور من حبك للطاعات والقربات، ثم -والله- أحسسنا بحزن، ومرارة، لما صار بك الحال بعد خِطبتك، فنسأل الله تعالى أن يلهمك رشدك، وأن ينير لك دربك، وأن يصرف عنك استدراج الشيطان.2. وكل من يقرأ سردك للأحداث التي جرت معك، وما صرت إليه من حال بعد حالك الأول: يجزم أنك وقعت في "فتنة"، ولعلك لا تخالفنا في ذلك، وما حصل معك من تغيير في الحال، والأحكام: هو دليل على حصول الفتنة في حياتك، وقد تنبه الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان لمثل هذا، وهو الخبير بالفتن، وأهلها ؛ لعلو مكانته من النبي صلى الله عليه وسلم، حتى صار أميناً على سرِّه، مع اهتمامه بأحاديث الفتن أن يعيها، ويحفظها، فماذا قال ذلك الصحابي الجليل عن مثل حالك أيها السائل؟!قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: "مَن أحب أن يعلَم أصابتْه الفتنة أوْ لا: فلينظر، فإن رأى حلالاً كان يراه حراماً، أو يرى حراماً كان يراه حلالاً: فليعلم أن قد أصابته" (رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (15 / 88)، والحاكم في "المستدرك" ( 4 / 514).وهذا هو عين ما حصل معك من تقلب حالك في أحكام: قصر الثوب، واللحية، والموسيقى، والنقاب للمرأة، والاختلاط، وإنكار المنكر. بل لا نظن أنك تحتاجنا أن نقيم لك الأدلة على أن ما صار إليه حالك، والعياذ بالله، هو ضلالة بعد هدى، وانتكاسة بعد صلاح حال، نسأل الله أن يردك إلى ما يحب، وأن يصلح لك شأنك: دَخَلَ أَبُو مَسْعُودٍ البدري رضي الله عنه عَلَى حُذَيْفَةَ، فَقَالَ: اعْهَدْ إِلَىَّ!! فَقَالَ لَهُ: أَلَمْ يَأْتِكَ الْيَقِينُ؟ قَالَ: بَلَى وَعِزَّةِ رَبِّى!! قَالَ: فَاعْلَمْ أَنَّ الضَّلاَلَةَ حَقَّ الضَّلاَلَةِ، أَنْ تَعْرِفَ مَا كُنْتَ تُنْكِرُ، وَأَنْ تُنْكِرَ مَا كُنْتَ تَعْرِفُ، وَإِيَّاكَ وَالتَّلَوُّنِ فَإِنَّ دِينَ اللَّهِ وَاحِدٌ!!رواه عبد الرزاق في مصنفه (11/249) والبيهقي في السنن الكبرى (10/42). لذا: فالواجب عليك أن تعلم الداء الذي أصابك، ثم تنقذ نفسك من آثاره السيئة، قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم، ونحن على ثقة بأنك إن صدقتَ مع ربك تعالى في حب النجاة مما أنت فيه من فتنة، أنه تعالى سينجيك من تلك الفتن، ويأخذ بيدك إلى برِّ الأمان.3. وإذا أردت النجاة من تلك الفتن: فاعلم أنك بحاجة لدوافع قوية تدفع بها تلك الشرور التي دخلت في قلبك، وعقلك، ونحن نوصيك بأشياء نرجو أن يكون لها حظ عندك في العمل، لا بمجرد العلم بها، ومن ذلك:أ. الدعاء، فاختر آخر الليل لتقوم بين يدي ربك تعالى تناجيه بالعبادة، وتدعوه بأن ينجيك من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وأن يحبب إليك الإيمان، ويزينه في قلبك، وعلى جوارحك، وأن يكرِّه إليك الكفر، والفسوق، والعصيان.ب. العلم، وفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد، كما يروى عن ابن عباس، فاحرص على تعلم دينك؛ فإن من شأن العلم الشرعي النافع أن يحفظ أهله من الزلل؛ لما يعلمونه من قصَر هذه الحياة، وعدم بقائها، وأن الموت حق لا ريب فيه.ج. الطاعات، والأعمال الصالحة، وإنك لو تأملت نفسك لرأيت أن بداية التقصير والفتنة عندك في حياتك قد سبقها تقصير في طاعة الله، والقيام بالأعمال الصالحة، فارجع لأحسن من سابق عهدك ، واجعل لنفسك ورد قراءة للقرآن والأذكار، وورد أعمال صالحة تقوم بها في ليلك، ونهارك.د. الصحبة الصالحة، فللصحبة الصالحة التقية الطيبة أثرها البالغ في حياة الشخص واستقامته، وقد قال الله تعالى في كتابه:{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} [الكهف: 28]. هـ . الخوف من سوء الخاتمة، وأنت تعلم بأنه ليس كل مسلم يوفق لحسن الخاتمة، بل المسلم يموت على ما يعيش عليه، فاحذر من فوات وقت التوبة عليك، فلا تدري متى كتب الله عليك الموت، والدنيا دار عمل، لا جزاء، وغدا تقبل على دار جزاء، لا عمل.4. اعلم أيها الأخ السائل: أنه لا سعادة تعدل سعادة الإيمان، والقرب، من الرحمن، ولذة الطاعة والعبادة؛ فالتقي هو السعيد، والمستقيم هو المطمئن المستريح؛ وكل سعادة خلت من إيمان وتقوى: فوالله إنها بهرج، وزخرف، وغرور، عن قريب تزول.5. الأصل أن الزواج مكمل لدين المرء لا منقص له , كما جاء في الحديث عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من رزقه الله امرأة صالحة؛ فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الباقي» [قال الألباني حسن لغيره].ومما يعين على ذلك: اختيار الزوجة الصالحة لتكون شريكة لك في بناء أسرة طيبة ، مع إعانتها لك على طاعة ربك ، كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: «الدُّنْيَا مَتَاعٌ ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ» [رواه مسلم]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تُنكَحُ المرأةُ لأربَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظفَر بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَت يَدَاكَ» [رواه البخاري، ومسلم]. قال النووي -رحمه الله- : وفي هذا الحديث: الحث على مصاحبة أهل الدين في كل شيء لأن صاحبهم يستفيد من أخلاقهم وبركتهم وحسن طرائقهم ويأمن المفسدة من جهتهم (شرح مسلم، 10 / 52).وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :وقال صلّى الله عليه وسلم: «تنكح المرأة لأربع: لمالها، وجمالها، وحسبها، ودينها، فاظفر بذات الدين تَرِبَتْ يمينك» لما فيها من صلاح الأحوال، والبيت، والأولاد، وسكون قلب الزوج، وطمأنينته، فإن حصل مع الدين غيرُه: فذاك، وإلاَّ فالدِّين أعظم الصفات المقصودة، قال تعالى: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ} [النساء: 34] (بهجة قلوب الأبرار، ص 91).ولمعرفة صفات المرأة ذات الدين: انظر جواب السؤال رقم: (96584).والزوج المتزوج من امرأة صالحة فإنه يجد منها تشجيعاً إن فعل طاعة، ويجد منها نصحاً وتذكيراً إن هو انحرف عن طريق الهداية، ولعل الضعف الذي أصابك بعد الخطبة إن لم تكن خطيبتك هي سببه: فإنها لم تدلك على الخير، ولم تنصحك بما هو صواب من أفعالك، بل كان منها مباركة لما وقعت فيه من مخالفات، وكان منها تشجيع على التخلي عن صفات الخير، وأنت بذلك تدفع ثمن اختيارك، ولا ندري عن ميزانك في الاختيار، وأنت ادعيت أنك كنت ملتزماً؛ فكيف قبلتَ أنها تلبس البنطال أمامك، وأمام أبيها، أو أشقائها، وغير خافٍ أن البنطال مفصِّل للعورة، ولا يجوز إظهاره أمام محارم المرأة، فضلاً عن إظهاره أمام من جاء يخطبها! 6. حقيقة الجمال هي جمال الأخلاق الظاهرة والباطنة، والجمال الظاهر يزول مع الأيام، ولكن الذي يبقى هو جمال الروح، والأخلاق، والدين، والاستقامة، فليست الحياة الزوجية قائمة - فقط - على الجمال، والإعجاب، بل لا بدَّ للمسلم العاقل أن ينظر بعين بصيرته إلى ما هو أبعد من ذلك، من إعانة على طاعة الله، وإلى حفظ بيته في غيابه، وإلى تربية أولاده تربية إسلامية، وإلى غير ذلك.7. وعلى ذلك أخي السائل : إذا كان سبب انتكاستك وتحول حالك هو قلة التزام خطيبتك، وأن تغير حالك بعد الخطبة بسبب محاولة إرضائها والحصول على حبها وقربها: فاعلم أنك موهوم، ولن تشعر براحة البتة، بل سوف يزداد الأمر عندك ألماً، وحسرةً، وكدراً بعد الزواج، وخاصة بعد أن تنال مطلوبك منها، والذي رغبك في زواجك منها، ثم سوف تتحول هذه الرغبة إلى كره، ومقت، وألم، ومحاولة الخلاص منها؛ إذا بقي في قلبك داع يطلب أن تكون على ما كنت عليه قبل الزواج. وأما إذا زال من قلبك استحسان ما كنت عليه من الطاعة، ولم تبق نفسك تنازعك إلى العودة إلى ربها، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وأحسن الله عزاء المسلمين فيك!!8. فالنصيحة لك -أخي السائل- أن تصلح نفسك أولاً، لتعود إلى سابق عهدك، بل أفضل، ولا تظنن نفسك أنك على هدى، وطريق مستقيم، بل ما ذكرتَه لنا كافٍ للحكم عليك بوقوعك في فتنة عظيمة، وما ذكرتَه لنا يدل أن الأمر عندك لم يقف عند حدٍّ، بل هو مستمر، وهذا خطير جدّاً عليك، فيُخشى أن يكون انتقالك من فتنة إلى أختها، ومن معصية إلى مثلها: أن تقع في فتنة الدين -لا قدَّر الله- ، ولا تظنن هذا بعيداً عنك، ولا عن غيرك، فالشيطان أحرص ما يكون على هذه الفتنة، وهو لا يترك المسلم لينجح معه في هذه الفتنة حتى النزع الأخير. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : «إن إبليس قال لربه بعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم ما دامت الأرواح فيهم فقال الله فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني» [إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين لكنه منقطع].وانظر جواب السؤال رقم: ( 23425 ) ففيه بيان خطر المعصية، وأثرها على صاحبها.9. ثم بعد أن تصلح حالك: حاول تقريب خطيبتك إلى حياة الالتزام، والطاعة، فإن لمست منها استجابة: وإلا ففي خلاصك منها راحة، إن شاء الله، وسلامة لدينك، واستقامتك. ولا يلزم من ذلك طعن بها، أو في أهلها، ولكن الرجل العاقل الملتزم يبحث عما يعينه على طاعة الله، ويقربه من رضى الرحمن؛ فعَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتِ {الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} ... قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: «أُنْزِلَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ مَا أُنْزِلَ، لَوْ عَلِمْنَا أَيُّ الْمَالِ خَيْرٌ فَنَتَّخِذَهُ ، فَقَالَ: "أَفْضَلُهُ : لِسَانٌ ذَاكِرٌ، وَقَلْبٌ شَاكِرٌ، وَزَوْجَةٌ مُؤْمِنَةٌ تُعِينُهُ عَلَى إِيمَانِهِ"» [رواه الترمذي (3094) وحسَّنه، وابن ماجه (1856) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي"].قال المباركفوري -رحمه الله- :«وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه»؛ أي: "على دينه؛ بأن تذكره الصلاة، والصوم، وغيرهما من العبادات، وتمنعه من الزنا، وسائر المحرمات" (تحفة الأحوذي، 8 / 390).وعن سعد بن أبي وقاص قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ ثَلاَثَةٌ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ ثَلاَثَةٌ، مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ: الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ وَالْمَسْكَنُ الصَّالِحُ وَالْمَرْكَبُ الصَّالِحُ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ: الْمَرْأَةُ السُّوءُ وَالْمَسْكَنُ السُّوءُ وَالْمَرْكَبُ السُّوءُ» [رواه أحمد في مسنده (1 / 168)، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (1914)].نسأل الله أن يوفقك لطاعته، وأن يعينك على الالتزام بأوامره، وأن يرزقك الزوجة الصالحة التي تعينك على أمر دينك ودنياك، وأن يصرف عنك كيد الشيطان واستدراجه.والله أعلم. 
تابع القرائه

صمم هذا القالب المدون ياسو صاحب مدونة نصائح للمدونين | تم التصميم بإستخدام مصمم نماذج بلوجر ونفخر بتعاملنا مع بلوجر | جميع حقوق التصميم محفوظه كحقوق ملكيه فكريه.